دعا المشاركون في ملتقى دولي أمس ببومرداس إلى ضرورة وضع "استراتيجية" نابعة من واقع الاحتياجات الوطنية تؤدي مستقبلا إلى تأسيس نظام تعليمي أل.أم.دي على "أسس جزائرية بحتة". ويمكن تحقيق هذا الهدف حسب نفس المشاركين في هذا الملتقي الأول حول دور أل.ام.دي في اللغات: "حصيلة وآفاق" من خلال "اقتناء مزايا نظام أل.ام.دي الحالية واعتمادها لتطوير المنظومة الوطنية وفق أسس ثقافية وطنية خالصة". ولبلوغ هذا المبتغى حسب السيد رزيق محند أكلي أستاذ الحضارة المقارنة بجامعة بومرداس "يجب تجنيد كل الخبراء الوطنيين من اجل استخلاص وتقييم مميزات هذا النظام بعد سبع سنوات من بداية تطبيقه في الجامعات الجزائرية، ومن ثمة العمل على تأميمه" بإضفاء الخصوصية الثقافية الجزائرية عليه لضمان نجاح تطبيقه ميدانيا في المستقبل. ويأتي تنظيم هذا الملتقى حسب نفس الأستاذ من أجل المساهمة في وضع آليات هذه الاستراتيجية في مجال تخصص اللغات الأجنبية "الحساس" الذي يتوخى تربية أجيال في هذا المجال تكون قادرة على" تسويق ثقافة جزائرية موحدة والتحدث والدفاع بكفاءة عنها في الخارج وفي نفس الوقت تتفهم الثقافات الأجنبية أو الآخر". وأكد خبراء آخرون بأنّ تجسيد هذه الديناميكية الجديدة في نظام أل.أم.دي "ممكنة جدا خاصة وأن الدولة وضعت كل الإمكانيات المادية تحت تصرف الخبراء الجزائريين"، و"أهم ما ينقصها هو مضاعفة وتيرة تكوين المكونين لأنها الأساس في هذه العملية". وفي نفس الإطار طالب آخرون بضرورة خلق فرق عمل والتفكير لإصلاح البرامج البيداغوجية لتدريس اللغات من خلال ما يتيحه هذا الفضاء من هامش تدريسي مستقل واقتراح "نظريات جديدة" حول تعليم اللغات نابعة من الواقع الجزائري تمكن في المستقبل من وضع إطار ل"بنية تدريسية شاملة ذات صبغة وطنية". وأشارت السيدة مرداس يمينة مسؤولة تنظيم هذا الملتقى إلى أن الهدف من هذا اللقاء هو تسليط الضوء على إيجابيات ونقائص هذا النظام في تطوير تعليم اللغات الأجنبية بالجامعات الجزائرية، واقتراح الحلول المناسبة لمختلف النقائص التي تعترض التطبيق الميداني الجيد لنظام أل.أم.دي في هذا التخصص. وتركز مختلف التدخلات في هذه التظاهرة العلمية تضيف مسؤولة التنظيم على تقييم نظام ال.أم.دي وتطبيقاته المختلفة في الجزائر ومختلف البلدان ودراسة مدى إمكانية إنجاز برامج تعليمية وفق هذا النظام تستجيب ما أمكن للحقائق الوطنية ولاحتياجات المتمرنين والمجتمع الجزائري إضافة إلى مناقشة اقتراحات وصيغ جديدة لبعث ديناميكية وطنية مستقبلية لهذا النظام التعليمي. وتشرف على تنظيم هذا الملتقى الذي يتواصل لمدة ثلاثة أيام بالمكتبة المركزية للجامعة دائرة اللغات الأجنبية بكلية العلوم لجامعة بومرداس، ويعرف حضور باحثين وخبراء من مختلف جامعات الوطن وممثلين عن عدد من الجامعات الأجنبية إلى جانب الطلبة والباحثين الشباب في ميدان اللّغات.