تعتزم جهات سياسية وبرلمانية مغربية مقاضاة الكاتب والإعلامي المصري المعروف محمد حسنين هيكل إثر الاتهامات التي وجهها للملك الراحل الحسن الثاني حول تورطه في اختطاف الطائرة التي كانت تقل قادة الثورة الجزائرية وتسليمهم إلى قوات الاحتلال الفرنسي يوم 22 أكتوبر 1956، ويهدف هذا الإجراء إلى دفع الكاتب المصري إلى الإسراع بتقديم اعتذاره علنيا. كشفت صحيفة هسبريس المغربية أن رئيس الفريق الدستوري في مجلس المستشارين بدأ بإجراء اتصالات رسمية مع رؤساء الفرق البرلمانية قصد مقاضاة هيكل أمام المحاكم، وذلك بهدف دفعه إلى الإسراع بتقديم اعتذاره العلني لما بدر منه من اتهامات وجهها للملك الراحل الحسن الثاني من قناة الجزيرة الفضائية في برنامجه الأسبوعي "مع هيكل" بعدما وصفت تصريحاته بخصوص اختطاف الطائرة التي كانت تقل زعماء الثورة وهم أحمد بن بلة، حسين آبت أحمد ومحمد خيدر ومحمد بوضياف ومصطفى لشرف بأنها "مغالطات وأكاذيب وافتراءات". وكان حسين آيت أحمد، الزعيم التاريخي لجبهة القوى الاشتراكية الجزائرية، قد نفى التصريحات التي أطلقها الصحفي البارز هيكل، وقال آيت أحمد، الذي يعيش في بسويسرا، في برنامج تلفزيوني مسجل بثته فضائية "ميدي 1 سات" من العاصمة الفرنسية باريس: "إنه لم يكن من الوارد نهائيا أن يكون هناك تواطؤ من السلطة المغربية ما دام أن ولي العهد الحسن الثاني آنذاك أبلغ الملك محمد الخامس بتحذيري ومخاوفي بخصوص المخاطر التي قد يتعرض لها الملك الذي كان يرغب في أن يستقل نفس الطائرة التي تقل القادة الجزائريين، واقترحت بنفسي استخدام طائرة ثانية"، موضحا أن الجيش الفرنسي لا يحتاج إلى التآمر من أحد لأنه منذ أول نوفمبر كان يعمل على فصل رأس الأفلان لكون الاستخبارات العسكرية الفرنسية كانت في تلك المرحلة تتوفر على فروع لها في المغرب وتونس والقاهرة ،|أما الشاهد الآخر المتمثل في الرئيس الأسبق أحمد بن بلة فقد أبى أن يخوض في هذا الموضوع حين تم استضافته في برنامج شاهد على العصر سنة 2002حفاظا على ما أسماه ب" خدمة الصالح العام" وأمام إلحاح محاوره الصحفي أحمد منصور فقد قال بن بلة أن الأمور كانت تسير بصفة غير طبيعية خاصة وأن الملك المغربي الراحل محمد الخامس أخبر القادة التاريخيين عشية موعد السفر إلى تونس أنه سيقل طائرة خاصة به بذريعة أن الملكة سترافقه وأن طائرة أخرى ستقلهم ، مضيفا في شهادة عصره أنه فى لقاءه بالرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر تم عقده لإمداد الثورة الجزائرية بالسلاح،وجه له الراحل جمال عبد الناصر تحذيرا شفهيا مباشر ثلاث مرات متوالية يوصيه بعدم الذهاب إلى المغرب. للاشارة فان شهادة أيت أحمد التي حاول فيها تبرئة المغرب لم تحمل أي جديد خاصة و أنه سبق وأن أدلى بنفس الشهادة عبر حصة بثتها القناة الثانية الفرنسية عام 82، تتعارض مع شهادة خبراء ومؤرخين مغاربة أنفسهم، حيث أكد فتحي الذيب أحد مؤسسي جهاز المخابرات العامة المصرية وإذاعة "صوت العرب" في إحدى شهاداته أن الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر أكد للوفد الجزائري عن طريق أحمد بن بلة أن المعلومات المتوفرة لدى مصر تؤكد وقوع مؤامرة ضد زعماء الثورة،مضيفا أنه حاول منع الزعماء من المشاركة في هذا المؤتمر الذي أرادته فرنسا مكرا وخداعا، قائلا إنه أخبره "إن سافرتم ووقعتم فتذكروا كلام الرئيس عبد الناصر، لكن بن بلة قال له إنه "لا يستطيع رفض ما قررته قيادة الثورة والأمر لله". كما كان هيكل في نفس البرنامج اتهم الملك الراحل الحسن الثاني أيضا أن الملك الراحل لم يكن يعتقد في قرارة نفسه أن تظاهرات الشعب المغربي وراء رجوع محمد الخامس من المنفى، وأن الاتصالات التي كان ولي العهد آنذاك يقيمها مع عدد من الجهات بما فيها اليهود كانت لها فائدة كبيرة في عودة والده إلى عرش المملكة، وذكر الإعلامي المصري أن الحسن الثاني كان يقول له دوما"أنا لدي حزب في إسرائيل، أنا لدي مائتا ألف مهاجر مغربي في إسرائيل من يهود المغرب وهؤلاء حزب مؤثر وإنهم من يحكمون بالفعل، كما أن الأحزاب الإسرائيلية الكبيرة جدا فيها كثير من القادة من أصول مغربية".