جدد الرئيس المصري حسني مبارك، تأكيد ه أن علاقة مصر مع الجزائر لا تهزها بعض الأحداث العارضة، مشددا على وقف عملية التصعيد الإعلامي، جاء ذلك عقب اتهام التلفزيون الحكومي المصري وزارة الخارجية وسفارة مصر في السودان بالتقصير. مازالت التصريحات الرسمية المصرية بخصوص مبادرة تهدئة التوتر القائم بين الجزائر ومصر والتي تسعى لإستعادة العلاقات بين البلدين، تصدر من بعض المسؤولين المصريين، حيث جدد الرئيس المصري حسني مبارك خلال افتتاحه عدة مشاريع بمنطقة المنيا، تأكيده على حرصه الشديد على عمق وتواصل العلاقات مع الجزائر بصفتها دولة عربية شقيقة وتجمعها مع مصر علاقات تاريخية. ومن جهته، أدلى وزير الخارجية أحمد أبو الغيط أن مصر لم ولن تتخلى عن عروبتها وريادتها وأن علاقات الشعوب لا تتحدد في لحظات الغضب، وأن مصر سوف تسعى لاستعادة علاقات قوية ونشطة بين شعبين وبلدين تجمعهما دائما أواصر الأخوة والمودة. وكان أبو الغيط قد تعرض لضربة قوية، عندما رفض التليفزيون الحكومي إعطاءه أي فرصة للتدخل هاتفيا للرد على ما جاء في أحد البرامج التي هاجمت الخارجية، واتهمت السفارة في السودان بالتقصير، ولم يكن ممكنا أن يحدث ذلك إلا بتعليمات من وزير الإعلام أنس الفقي، وبدوره لم يكن ليتجرأ على إهانة وزير مسؤول ما لم يكن مستندا إلى جهة داخل النظام أراد تصعيد المعركة ضد الجزائر، والتغطية على ما حدث باتهام الخارجية بالتقصير. كما كان الفقي قد قال ساخرا وغاضبا أمام إحدى لجان مجلس الشعب باللهجة المصرية »بلا عروبة، بلا بتاع« وكان واضحا أن الجناح الذي ينتمي إليه الفقي، يتحرك في هذه القضية وتسبب في أزمة مع السودان متخطيا في ذلك الخارجية والمخابرات العامة المسؤولتين عن السودان، كما تحرك مع اتحاد الكرة بعيدا عن جهاز مباحث أمن الدولة. وأدت هذه المشكلة، إلى إصدار الرئيس مبارك تعليمات مشددة بوقف عملية التصعيد الإعلامي، وأسرع بإرسال وزير الخارجية ومدير المخابرات العامة للسودان ومقابلة الرئيس البشير لشكر السودان على ما بذله وإزالة الغضب الذي أظهره بسبب ما تعرض له من اتهامات وهجمات، وقد ظهرت آثار التوجيهات الجديدة من مدة في تغير لهجة الصحف الحكومية من جانب الصحافيين والكتاب المحسوبين على جناح أمانة السياسات بالحزب والذين قادوا الحملة في البداية، مجددا تأكيده بقوله »علاقاتنا مع الجزائر لا تهزها بعض الأحداث العارض« .