شدّد الرئيس المصري، حسني مبارك، أمس، في خطاب ألقاه بمناسبة افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة لهجته تجاه الجزائر إثر فشل منتخب بلاده في المباراة الأخيرة بين مصر والجزائر، محذرا مما أسماه ب ''المساس بأبناء بلاده'' ومهددا بقوله ''لن نتهاون بالرد'' على هؤلاء، في إشارة واضحة إلى الجزائر• ويأتي هذا التصعيد الجديد من الرئيس المصري مصاحبا لحملة إعلامية مصرية شرسة وقذرة ضد الجزائر شعبا وحكومة وتاريخا، وهي الحملة التي تجاهلها الرئيس مبارك في خطابه، ما يوحي بالتنسيق المتعمد بين الرئيس المصري وإعلام بلاده في استهداف الجزائر لمجرد فشلهم في مباراة كرة قدم• لم يتحدث الرئيس المصري عندما هوجم الفريق الوطني الجزائري بالحجارة في القاهرة ونقلت وسائل الإعلام الأجنبية صور الاعتداءات والحجارة التي انهالت على رؤوس اللاعبين الجزائريين في غياب الأمن المصري، ولم يعتذر إلى الفريق الوطني، ولم يكلف نفسه حتى عناء الاطمئنان على صحة ضيوف بلاده، لكنه خرج عن صمته وألقى خطابا شديد اللهجة تجاه الجزائر أمام مجلسي الشعب والشورى عندما تعلق الأمر بمستقبله السياسي في مصر، حيث قال ''إن رعاية المواطنين المصريين في الخارج هي مسؤولية الدولة، رافضا أي مس بهم أو تطاول عليهم''، في إشارة إلى ما تحدثت عنه الفضائيات المصرية حول ''تعرض المناصرين المصريين لاعتداءات من قبل الجزائريين في السودان، رغم عدم توفر أي أدلة تثبت ذلك، وكذلك رغم نفي السلطات السودانية نفسها حدوث أي تجاوزات من المناصرين الجزائريين تجاه المصريين• وشدد حسني مبارك بمناسبة افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة على أن ''كرامة المصريين من كرامة مصر''، وقال إن ''مصر لا تتهاون مع من يسيء إلى كرامة أبنائها''• وتأتي تصريحات مبارك هذه في محاولة منه لامتصاص الغضب المصري الذي لم يهضم الهزيمة في مباراته مع الجزائر في السودان ومخاوفه من أن يتحول هذا الغضب إلى سخط على الحكومة المصرية خاصة مع تدهور ظروف معيشة المواطن المصري من جهة، وسعيا من الرئيس المصري لكسب عواطف المصريين من أجل تمرير مشروع توريث الحكم لنجله جمال الذي تولى تشجيع الفريق المصري بنفسه في السودان، أملا في الحصول على القبول في أوساط المصريين• وجاء استدعاء السفير الجزائريبالقاهرة الخميس في أعقاب اجتماع وزاري دعا إليه الرئيس المصري وناقش الأحداث التي تلت مباراتي مصر/الجزائر، وهو الاجتماع الذي انتهى إلى تأكيد أن عدد الجرحى من مناصري منتخب مصر في الخرطوم لا يتعدى اثنان•