أجّلت قيادة حزب جبهة التحرير الوطني مسألة الحسم في التدابير المتعلقة بانتخابات التجديد الجزئي لأعضاء مجلس الأمة إلى الأسبوع المقبل وذلك في انتظار توسيع الاستشارة إلى أعضاء الهيئة التنفيذية بشأن المعطيات المتعلقة بالمترشحين، ومن المتوقع أن يوجّه الأمين العام للأفلان تعليمة كتابية لكل المحافظات تتضمن التوجيهات الواجب الأخذ بها قصد الدخول بقوة لهذا »المعترك الانتخابي« الذي يراهن عليه الحزب للمحافظة على مكاسبه. قرّرت أمانة الهيئة التنفيذية للأفلان التي عقدت أمس ثاني اجتماع لها خلال هذا الأسبوع، أخذ مزيد من الوقت قبل تحديد تاريخ إجراء الانتخابات الأولية التي تتحدّد بموجبها معالم مرشحي الحزب العتيد لانتخابات التجديد الجزئي لأعضاء مجلس الأمة، ويكمن العامل المباشر الذي دفع القيادة إلى اتخاذ مثل هذا الخيار إلى وجود رغبة لديها لاستكمال دراسة ملفات المترشحين بعناية أكبر بالإضافة إلى توفير الأجواء الملائمة للانتخابات بما يضع الحزب في موقع قوة خصوصا إذا ما تم ضمان تلاحم كل المنتخبين بما يخدم مصلحة الحزب دون غيرها. وبحسب تأكيد السعيد بوحجة الناطق الرسمي للأفلان الذي حضر اجتماع الأمانة التنفيذية أمس بصفته عضوا فيها، فإن تفضيل قيادة الحزب إجراء استشارة واسعة بين أعضاء الهيئة التنفيذية خلال الأيام المقبلة يهدف بالأساس إلى »جمع كل المعطيات عبر كافة الولايات من أجل تمكيننا من أخذ كافة التدابير الضرورية والإجراءات اللازمة المتصلة بمرشحينا لانتخابات مجلس الأمة«، مشيرا إلى أن اللقاءات التي عقدت لهذا الغرض »ناقشت بشكل مستفيض هذا الأمر بالنظر إلى الأهمية التي يوليها الحزب لهذا الموعد«. وفي السياق ذاته كشف القيادي في الأفلان في تصريح خصّ به »صوت الأحرار« أن كل التفاصيل المتعلقة بالعملية الانتخابية التي يقبل عليها الحزب العتيد خلال أسابيع للحفاظ على موقعه في الغرفة العليا للبرلمان، ستتضح بالكامل في مضمون التعليمة التي من المنتظر أن يوجّهها الأمين العام عبد العزيز بلخادم إلى كافة المحافظات في غضون الأسبوع المقبل على أقصى تقدير، وهي التعليمة التي أوضح بأنها ستحدّد موقف الحزب من التحالفات وكذا طريقة التعامل مع هذه الانتخابات. وبالموازاة مع ذلك أفادت مصادر من الأفلان بأن القيادة تريد تركيز جهودها في الوقت الراهن على كسب الرهان في الانتخابات الأولية التي تسبق انتخابات التجديد الجزئي من خلال ضمان توفير أحسن الأجواء التي تسمح بتحقيق الالتفاف المرغوب بين منتخبي الحزب، ويتم ذلك على أساس اختيار عامل المساواة بين كافة المنتخبين الراغبين في الترشح على أن يتم الفصل في نهاية المطاف عبر الصندوق وحينذاك سوف لن يقع اللوم على قيادة الحزب ولكن يقع على المترشح نفسه. وفي تعليقه على هذا الموضوع بالذات أفاد السعيد بوحجة بأن اعتماد هذه الإستراتجية يعتبر مبدأ راسخا لدى الحزب العتيد، مضيفا بأن »اعتماد هذا الأسلوب كفيل بضمان الإجماع بين منتخبينا وغرس جوّ من الثقة والتضامن الذي يحقق المنفعة، بل إن ذلك يعدّ بمثابة عامل عدل نتوخى من خلاله الخروج بنتائج طيبة في مسعانا الانتخابي المقبل الذي يسبق عقد المؤتمر التاسع..«. وعلى هذا المستوى جدّد محدثنا التأكيد بأن قضية التحالفات قد فصلت فيها القيادة على اعتبار أنها فوّضت كل هيئاتها القاعدية من أجل مراعاة مصلحة الحزب مع تخويلها حرية اتخاذ القرار الأنسب لذلك سواء كان الأمر مع شريك الأفلان في التحالف الرئاسي أو حتى تشكيلات سياسية أخرى تتقارب توجهاتها ومواقفها مع تلك التي تتبناها جبهة التحرير الوطني.