يلوح في الأفق شبح الجفاف مسدلا جناحه على الموسم الفلاحي لهذا العام بوهران، بفعل موجة الجفاف التي نالت من المنطقة وشحّ المغياثية في الأشهر الأخيرة، ما أدّى إلى ترسّخ نتيجة حتمية، هي تراجع المحاصيل إلى أسقف غير مبشّرة، إضافة إلى إتلاف أكثر من 16 هكتارا ما بين محاصيل القمح والشعير خلال أسبوعين في حوادث حرائق. تكبّد الفلاّحون بوهران، خسائر معتبرة هذا العام، على قلّة الإنتاج بالوتيرة المعهودة في السنوات السابقة، كون هذا الموسم جاء استثنائيا يصنّف في السنوات العجاف، بفعل ما شهده من جفاف طغت آثاره الوخيمة على مساحات واسعة من المستثمرات والأراضي الزراعية خصوصا تلك المخصّصة للقمح والشعير، إذ تعكف لجنة ولائية مكلّفة من طرف الوالي الطاهر سكران، بالتنسيق مع المصالح الفلاحية على تقييم الخسائر التي بدت نتائجها مبكّرا هذا العام، حيث تراجعت المحاصيل المعوّل عليها إلى مستويات دنيا، مخلّفة خسائر معتبرة لأصحاب الأراضي والمستثمرين، حيث تمّ تخصيص لجان لكلّ البلديّات المعنية، قدّمت تقاريرها النهائية باستثناء ثلاثة بلديات لا تزال في مرحلة الجرد والتقييم، هي بوتليليس، عين الكرمة ومسرغين، ويرجّح حسب أطراف على دراية بالوضع الفلاحي بالولاية، أنّها من أكثر المناطق المتضرّرة سواء من حيث الجفاف او الحرائق التي تعرّضت لها مؤخّرا. إلى جانب ذلك فإنّ الفلاّحين غير مطمأنّين لما آلت إليه وضعيتهم، خصوصا وأنّ التعويضات لا تشمل غير المؤمّنين والذين لا يتجاوز عددهم 450 فلاّحا، ويعدّ ذلك سببا رئيسا في تراجع النشاط الفلاحي بوهران على مرّ السنوات، وتحويل الأراضي الفلاحية لاستثمارات أخرى بعيدة عن الحرث والسقي، مثلما يحدث بالنسبة للعشرات من الهكتارات التي تتربّع عليها التعاونيات الفلاحية، حيث تحوّلت تلك المتواجدة بالسانيا على سبيل المثال، إلى مستودعات للحافلات وأماكن لبيع مواد البناء. من جانب ذلك كانت الحرائق التي نشبت في غضون الشهر الماضي على مستوى عدد من المزارع والغابات، والتي تسبّبت في إتلاف أزيد من 16 هكتارا في ظرف أسبوعين فقط، في زيادة الطين بلّة، حيث أخذ الفلاّحون يضربون أخماس في أخماس، بعدما التهمت ألسنة النيران محاصيل القمح والشعير وكذا رزم التبن، لأسباب تعود إلى شرارة كهربائية بآلات الحصاد، أو أخرى صنّفت ضمن المجهولة، وكانت أكثر هذه الحرائق بمزارع تتواجد على مستوى بوتليليس ومسرغين.