بالرغم من التطمينات المعلن عنها قبيل 6 أشهر من الآن من طرف المسؤولين ومن عموم الأرقام التي كشف عنها مسؤولي المصالح الفلاحية بما في ذلك هيئة الغرفة الفلاحية بخصوص المحاصيل فإن كل المؤشرات الخاصة بالموسم الفلاحي تتجه نحو إعلان ولاية معسكر منطقة منكوبة فلاحيا لكون أن المحاصيل الفلاحية تأثرت كثيرا جراء الجفاف الذي خيم على ربوع الولاية لعدة أشهر من العام الحالي. وبخصوص قرار رسمي يصدر بشأن اعتبار ولاية معسكر منكوبة فلاحيا قد يعلن عنه قريبا بحسب مراقبين فلاحين. ولا يزال التخوف والترقب سائدان في أوساط منتجي الحبوب بشأن ما أجمعت بخصوصه المصالح الفلاحية. وفي انتظار إعداد التقييم الشامل الذي يبقى مستمرا إلا أن المعاينة الميدانية لحقول الحبوب بعموم مناطق وضواحي ولاية معسكر أفرزت أخبارا لا تشير بالمرور ولا بإنتاج وفير دون الاضطرار إلى الاستنجاد بالخبراء الفلاحين لتأكيد أو تشخيص الوضعية. المعاينة لعدد من الحقول أظهرت أن سنابل القمح في كلا النوعين أو حتى الشعير لم تتمكن من الغثمار هذا الموسم بسبب شح الأمطار والمغياثية التي تضاءلت هذا العام فضلا عن أن ارتفاع سوق النباتات لم يزد عن بضعة سنتمترات ويقضي ذلك إلى صعوبات في حصرها بآلات. في هذا الإطار، أشار رئيس مصلحة تنظيم الإنتاج والدعم التقني بمديرية المصالح الفلاحية إلى أن الأمطار الجيدة المتساقطة في فصل الخريف كانت قد دفعت بغالبية الفلاحين إلى الانهماك في حراثة أراضيهم وزراعتها بالحبوب. فقد امتدت المساحة المزروعة حبوبا بولاية معسكر خلال هذا الموسم 700-136 هكتار وهو ما يزيد عن المساحة المزروعة العام الماضي بحوالي 10.5 آلاف هكتار ومع تناقص المغياثية اعتبارا من شهر يناير مطلع هذا العام بدا تأثير واضحا على المحاصيل الزراعية تأثيرا متفاوتا خصوصا بالمناطق الشمالية لولاية معسكر كمناطق سيق، زهانة الغمري والمحمدية وبوحنيفية ووادي الأبطال التي عادة ما تتميز أراضيها بفقر التربة كونها تربة طينية سريعة التأثر بالجفاف. للعلم أن هذه المناطق تمثل أكبر نسبة تزيد عن 55 بالمائة من عموم المساحة الإجمالية للولاية وتشتمل على أكثر من 80 بالمائة من حقول الحبوب التي تشغل حوالي 40 بالمائة من الأراضي الصالحة للزراعة بمعسكر وتتوزع على أكثر من 36 ألف منتج تتراوح مساحة حقولهم بين نصف و100 هكتار، ومعظمهم يفتقر إلى وسائل السقي الفلاحي التي إن توفرت قد تحد من الخسائر في حالة تأخر الأمطار وكشف معظم الفلاحين بمنطقة بوحنيفية أنهم قد لا يحصدون شيئا هذا الموسم حتى قطعان الأغنام استحال عليها إيجاد موقع للرعي مما دفع بالمربين إلى الاستنجاد بالمرتفعات الغابية على خلاف العادة في مثل هذا الوقت بحثا عن الكلأ لمواشيهم وأغنامهم وهو الوصف الذي ينطبق على باقي المرتفعات المجاورة محسين والقيطنة وعين فكان وبشيء من الأمل على مستوى المرتفعات الأخرى المتبقية كعين فارس والمأمونية وموعف ونسمط ومناور وخلوية والبرج ويبقى هناك أمل في حصاد نصيب من الحبوب بحسب المتحدث الذي قرر المردود المتوقع في هذه المناطق بنحو 8 إلى 9 قناطر في الهكتار الواحد. ويبقى دلالة على قلة الإنتاج هذا بدليل أن محصول الجلبان الذي تعود الفلاحون حني أكثر من محصول في نفس الحقل بخلاف هذا الموسم الذي سجل فيه جني محصول واحد فقط. رئيس مصلحة تنظيم الإنتاج بالمديرية أرجع سبب ذلك إلى العجز في المغياثية السنوية لهذا الموسم الفلاحي الحالي، أما عن تأثير الأمطار خلال شهر ماي الأخير على حقول الحبوب وأضاف نفس المتحدث بأن المناطق التي لا تزال مخضرة قد تستفيد من أمطار الأسابيع الماضية في حين أن المحاصيل التي يبست فإنها ستتضرر من الرطوبة، وقد تصاب بداء التفحم الذي يجعلها غير صالحة لاتخاذها ككلأ أو مساحات رعي للمواشي والثروة الحيوانية. أما عن الإجراء المتعلق بشراء الدولة لمنتوج الفلاحين من الحبوب بالأسعار المطبقة في الأسواق الدولية، لاحظ ممثلو الفلاحين بأنه لم يصلهم أي قرار رسمي في هذا السياق، إلا أنهم استحسنوه واستعجلوا في تطبيقه وأكدوا أن العمل به سيدفع الفلاحين إلى العناية أكثر بحقولهم ولو باللجوء إلى الصهاريج المتنقلة لسقي محاصيلهم ضمانا لكميات وفيرة ما دام المدخول جيد ويغطي تكاليف الإنتاج التي ما فتشت تتزايد من عام الآخر.