أكد عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أن القيادة الحزبية لم تقص أحدا من النقاشات الخاصة بالتقارير التي عرضتها اللجان الفرعية على أعضاء المجلس الوطني في دورته العادية المخصصة للتحضير للمؤتمر التاسع للحزب المزمع عقده في الثلاثي الأول من العام المقبل، مشيرا إلى أن القيادة لا تعتمد في تقاريرها النهائية التي ستنزل إلى القواعد النضالية إلا الاقتراحات التي حضيت بموافقة أو إجماع الأغلبية، بلخادم قال في هذا الصدد»إن كل ما هو أحكام قيمية تحذف من كل وثيقة ايجابية كانت أو سلبية، إننا نحترم آراء الآخرين لكنها تبقى خاصة بهم ولا تلزم الحزب«. عزيز طواهر أوضح الأمين العام للأفلان خلال الندوة الصحفية التي نشطها أول أمس بتعاضدية عمال البناء بزرالدة على هامش اختتام الدورة العادية للمجلس الوطني أن قيادة الحزب العتيد وفتر كل الظروف من أجل التحضير الجيد للمؤتمر التاسع، حيث أشار إلى أهمية هذه الدورة التي قال إنها نابعة من كونها دورة تحضيرية للمؤتمر التاسع، إضافة إلى أن الأفلان جبهة وحزب يعتد به وبالتالي فإن كل ما نقل من إشاعات حول وجود مشاكل في التحضير هو من إيحاءات البعض الذين لا يمثلون إلا أنفسهم وليس لديهم أي وزن داخل الحزب. وفي رده عن سؤال متعلق بإقصاء العضو القيادي عبد الرزاق بوحارة، لم يتردد بلخادم في الإشادة بمكانة المناضل في الحزب، ليؤكد أن الأفلان بكل مناضليه لا يتخوف من النقاش الفكري، لأنه متجذر في هذا الحزب منذ القدم، ومن هذا المنطلق قال متحدث إن الرضا عن الذات لا يجعلنا نتقدم كما أن جلد الذات كذلك يعيقنا، إن تقرير بوحارة تكلم عن إسقاطات نوفمبر على البرنامج العام للحزب كما تكلم عن المسار التاريخي للأفلان، ونحن في حزبنا نرفض ما هو أحكام قيمية فتحذف هذه الأحكام من كل وثيقة ايجابية كانت أو سلبية. واستطرد بلخادم قائلا »إن رسالة نوفمبر موجودة ومتواصلة ويكفي أن نعمل على تنمية هذه الشعلة لتستمر، ويجب أن نعلم أن كل ما يحظى بالإجماع أو توافق أعضاء المجلس الوطني سينزل إلى القاعدة وكان غير ذلك فلن يعتد به، أما القضايا الخلافية فهي مشروعة ويبقى أن هناك وجهات نظر نحترمها لكنها لا تعني إلا أصحابها«. وفي سياق متصل أكد الأمين العام أن قيادة الأفلان تركز على رسالة نوفمبر بمعنى إيحاءات البيان الذي شهد ميلاد هذا الحزب عندما يتم إسقاطها على البرنامج ماذا تعطينا في وقت نجد فيه أن كل الأحزاب تأخذ من بيان أول نوفمبر مرجعا لها وهو أمر مشروع ولكن ما لا نقبله -يذكر بلخادم- هو أن يشاركنا غيرنا في شهادة ميلادنا. أما عن تاريخ عقد المؤتمر التاسع، فقد انطلق بلخادم من مقاربة مفادها أن الحزب سيدخل في اللاشرعية بعد تاريخ الفاتح من فيفري 2010 وذلك بعد مرور خمس سنوات عن انعقاد المؤتمر الجامع الثامن، لكن ما يصنع الاستثناء هذه المرة في رأي الأمين العام هو أن عملية التحضير للمؤتمر التاسع تعرف صفاء في الفكر وهناك توحيد للكلمة، قبل سنوات كنا شتات أما الآن فنحن موحدين، إن لم ننجز إلا هذا كفانا، بلخادم أكد كذلك أنه أرسل كل الوثائق إلى عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية باعتباره الرئيس الشرفي للحزب وذلك في إطار ما ينص عليه القانون الداخلي للحزب. وأرجع المتحدث التأخير الذي قد يسجل في تاريخ انعقاد المؤتمر الذي لن يخرج عن الثلاثي الأول من العامل المقبل إلى كون اللجان الفرعية المنبثقة عن اللجنة الوطنية للتحضير للمؤتمر غير جاهزة بالنظر إلى ظروف عملها التي تجري دون أي ضغط على عكس ما عرفه الحزب في مواعيد سابقة. وعن السؤال المتعلق بتخلي الأفلان عن النهج الاشتراكي، أكد بلخادم أن الحزب العتيد يأخذ بعين الاعتبار كل التراكم الذي عرفه في مساره السياسي، حيث قال غننا نبني مرجعيتنا من بيان أول نوفمبر إلى آخر بيان تم اعتماده على مستوى هذه التشكيلة السياسية، فهي مرجعية نعتز بها بما فيها السالب والموجب، الخيار الاشتراكي فرضته ظروف معينة في مرحلة مضت من تاريخ الجزائر ولقد تبنيناه في مواثيقنا، لكن حزب جبهة التحرير الوطني لم يتبنى الاشتراكية كإيديولوجية وإنما كوسيلة لتحقيق العدالة الاجتماعية، نحن لازلنا مع هذه المبادئ الاجتماعية دون التنكر لمزايا القطاع الخاص وبالتالي فلا يوجد ما تغير في مسارنا أو مواقفنا.