أكد وزير النقل عمار تو أمس خلال مشاركته في إطلاق الحملة الوطنية للوقاية من حوادث المرور التي بادرت بها الإذاعة الوطنية، أن رخصة السياقة بالنقاط ستدخل حيز التنفيذ قبل نهاية السنة الجارية، وكشف بالمقابل عن تحقيق تقوم به مصالح وزارته حول التجاوزات التي تقوم بعض مدارس السياقة بالتواطؤ مع إطارات الوزارة الذين يشرفون عن الامتحانات، متوعدا من يثبت تورطهم بعقوبات صارمة. اعترف الوزير عمار تو في كلمة ألقاها في فعاليات الإطلاق الرسمي لحملة توعية للوقاية من حوادث المرور بمقر الإذاعة الوطنية بمسؤولية بعض مدارس السياقة في تزايد عدد حوادث المرور في الجزائر في السنوات الأخيرة والذي بلغ حدا لم يعد ممكنا السكوت عليه، وأكد الوزير أن مصالحه باشرت تحقيقا في رخص السياقة الممنوحة لمعرفة حصة كل مدرسة منها وكذا الممتحنين التابعين للوزارة الموقعين عليها، لمعرفة المتواطئين منهم مع المدارس التي أصبحت تتاجر في رخص السياقة وتمنحها بالمحاباة دون مراعاة العدد المحدد لساعات التكوين. وبالنسبة لرخصة السياقة بالنقاط الواردة في قانون المرور المعدل سنة 2009، أوضح الوزير أن القانون أحيل على التنظيم لإعداد المرسوم التطبيقي للقانون، وقال إنه حاليا قيد المناقشة على مستوى القطاعات الوزارية المعنية وسيتم طرحه بعد ذلك على الحكومة لإثرائه والمصادقة عليه، مؤكدا أن رخصة السياقة بالنقاط ستدخل حيز التنفيذ قبل نهاية السنة الجارية، مبرزا في نفس الوقت أهمية تنظيم حملات تحسيسية وتوعوية للوقاية من حوادث المرور لمرافقة عملية تجسيد قانون المرور لسنة 2009 الذي يحتوي على 19 مادة ردعية تجمع بين السجن والغرامة في الوقت نفسه. وعن أسباب حوادث المرور أكد الوزير أن العنصر البشري ومن خلال الإفراط في السرعة والتجاوزات الخطيرة وعدم احترام الأولوية يمثل السبب الرئيسي لحوادث المرور في الجزائر، دون أن يستبعد في الوقت نفسه حالة الطرق التي ساهمت بدورها في حوادث المرور، وقال لو كانت الطرقات في الجزائر مزدوجة لقلصنا نسبة الاصطدام بين السيارات. وبلغة الأرقام تطرق الوزير إلى تزايد عدد حوادث المرور في الفترة الممتدة ما بين 1998 و2009، وقال إنها قاربت في ال11 الأشهر الأولى39 ألف حادث بينما لم يتجاوز عددها 31 ألف سنة 1998، وقد خلفت هذه الحوادث حسب الأرقام الرسمية ما يزيد عن 38 ألف و169 جريحا، في حين أن عدد الجرحى المسجل إلى غاية نهاية شهر نوفمبر من السنة المنقضية تجاوز 60 ألف جريح وهو ما يعني تضاعف عدد جرحى حوادث المرور في ظرف 10 سنوات. أما بالنسبة لعدد القتلى ضحايا حوادث المرور فقد بلغ 4282 إلى غاية نهاية نوفمبر الفارط، فيما لم يتجاوز العدد 3657 سنة 1998، أي أن الجزائر حاليا تحصي 12 قتيل جراء حوادث المرور يوميا، وإن كانت هذه الأرقام مثلما يؤكد الوزير أقل بكثير من تلك المسجلة في المغرب وتونس لكن وبمقارنتها بتلك المسجلة في الدول المتقدمة على غرار فرنسا يبدو الفرق واضحا، لأن الأرقام تؤكد أن عدد قتلى حوادث المرور في فرنسا يقدر ب4600 لكن لحظيرة سيارات تصل إلى 37 مليون سيارة، بينما حوادث المرور في الجزائر تعتبر مرعبة بمقارنتها بعدد السيارات في الحظيرة الوطنية والتي لا تتجاوز 5 مليون سيارة.