استعرض أمس وزير النقل عمار تو الأرقام المخيفة لعدد قتلى وجرحى حوادث المرور والتي ما فتئت تسجل سنويا4600 قتيل و1 مليار من الخسائر المادية ، بسبب الإفراط في السرعة وعدم احترام قوانين المرور والتجاوزات الخطيرة، إضافة إلى حالة الطرقات والمركبات التي لم يخضعها أصحابها للمراقبة التقنية، وأفاد في هذا الصدد، بأنه بتاريخ ال30 نوفمبر2009 سجل 38 ألف و770 حادث مرور، بعدما كان العدد في سنة 2008 يقدرب40 ألف و481 حادث في حين في سنة 1998 كان عدد حوادث المرور يقدرب31 ألف و363 حادث. ويتوقع وزير النقل أن يصل العدد إلى نفس الرقم الذي سجل في .2008 وأضاف مسؤول القطاع خلال الحملة الإعلامية والتحسيسية للحد من حوادث المرور،المنظمة من طرف الإذاعة الوطنية بالتعاون مع القطاعات الفاعلة في ميدان السلامة المرورية، بأنه لا ينبغي إغفال الانعكاسات الخطيرة لحوادث المرور على الفرد وما تسببه من إعاقات مستديمة. زيادة على التكاليف الباهظة التي تقع على عاتق الدولة، مطالبا بضرورة تدارك الظاهرة ومساهمة جميع شرائح المجتمع في التحسيس بخطر حوادث المرور، وقد ارجع المتدخل أسباب هذه الأخيرة لعدة أسباب منها المباشرة والمتمثلة في عدم احترام السرعة القانونية بنسبة 72,27 بالمائة من الحوادث، وفقدان السيطرة على السرعة بنسبة 17 بالمائة، و63,13 بالمائة من عدم احترام الإشارات، والتجاوزات الخطيرة بنسبة 35,8 بالمائة، وعدم احترام مسافة الأمام بين سيارة و اخرى ب6,5 بالمائة. في حين اشتملت الأسباب الخفية حسب عمار تو في غياب التكوين على مستوى بعض مدارس تعليم السياقة التي لا تحترم ساعات التكوين، وتسعى لربح المال . واتهم وزير النقل في هذا الإطار،بعض مدارس تعليم السياقة بأنها متواطئة مع بعض الممتحين بما في ذلك مسؤولين في وزارة النقل، مؤكدا بأن الوزارة الوصية بصدد الوقوف على عدد الرخص الممنوحة من طرف كل المدارس عبر الوطن وعدد الممتحين، وبهذه المقارنة قال عمار تو سيتم اكتشاف التلاعبات التي تقوم بها بعض الأطراف. ويعاقب كل من لا يحترم ساعات التكوين لأن هدفنا التكوين الجيد وليس ربح المال الكثير على حساب أرواح الجزائريين، مؤكدا بان كل شئ تغير فيما يخص رخص التكوين وتم تعديل البرامج المندرجة في هذا المجال، وأشار بالمقابل بأنه مع اقتراح فتح عدة مدارس لتعليم السياقة لكن لابد أن تحترم ساعات التكوين. وفي هذا السياق دائما، أوضح المسؤول الأول على قطاع النقل بأن قانون العقوبات السابق كانت فيه تساهلات كثيرة، وان الغرامات كانت هزيلة بحيث أن 3 بالمائة من الغرامات تدفع للخزينة العمومية أي أن مفعولها على المخالفات كان صفرا، ولهذا حدثت تعديلات على قانون المرور الجديد الذي جاء رادعا في كل النواحي كمبدأ سحب رخص السياقة ومبدأ رخصة النقاط السوداء، مضيفا بأنه خلال هذه السنة سيتم إثراء المشروع وسيخطر الجميع بتطبيقه. وقال أيضا بان الوزارة لم تهمل الجانب التحسيسي إلى جانب الردع، كما أن هناك مدونة حول حوادث المرور بصدد المراجعة، والتي من شأنها الوقوف على مشاكل حوادث الطرق، ولم يفوت وزير النقل الفرصة للتنويه بمبادرة الإذاعة الوطنية وبمساهمة كل الإذاعات المحلية والفاعلين في ميدان السلامة المرورية في إطلاق الحملة التوعوية حول حوادث الطرقات، والتي ستدوم لغاية ال31 ديسمبر ,2010 مفيدا بأن هذه المبادرة تندرج في إطار المجهودات التي تقوم بها الدولة والتي ينبغي أن يشارك فيها كل أفراد المجتمع. وهامش اليوم الإعلامي التحسيسي المنظم بالمركز الثقافي "عيسى مسعودي" بالإذاعة الوطنية، صرح كاتب الدولة لدى وزارة الاتصال عز الدين ميهوبي بأن الإذاعة سيكون لها دورا كبيرا في تنمية ثقافة المواطن لتجنب حوادث المرور بحكم أن هذه الأخيرة تشكل هاجس على جميع الجزائريين ولهذا ينبغي تظافر جهود الجميع، وأكد ميهوبي بأن الإذاعة ستسجل نتائج ايجابية في هذا المجال لان جهاز الراديو موجود في سيارة كل فرد ويبث برامج تحسيسية يمكنها تنبيه السائقين حول خطر الإفراط في السرعة. من جهته، أفاد المدير العام للإذاعة الجزائرية توفيق خلادي بأن ارتفاع حوادث المرور ب12 قتيلا يوميا العام الماضي و6078 جريح دفع مسؤولو الإذاعة لدق ناقوس الخطر، ووعيا منها بخطورة الظاهرة واستفحالها، بادرت إلى تنظيم حملة تحسيسية وطنية للوقاية من حوادث المرور، تمتد على مدار سنة كاملة. حيث تشارك فيها كل المحطات الإذاعية الجهوية والبالغ عددها 46 محطة، زيادة على القنوات الوطنية الثلاث والموضوعاتية