يجمع الكثير من المهتمين بشؤون البيئة بولاية ورقلة بأن المشروع الضخم الذي يجري تنفيذه حاليا والمتعلق بمكافحة ظاهرة صعود المياه بحوض ورقلة يعد من المشاريع التنموية الهامة التي من شأنها أن تساهم على المديين المتوسط و البعيد في تحسين الوضع البيئي بمنطقة ورقلة الكبرى. أبدى عدد من المواطنين الزائرين لفعاليات تظاهرة أسبوع البيئة التي تحتضنها دار الشباب "24 فيفري" بورقلة في إطار إحياء اليوم العالمي للبيئة عن تفاؤلهم لتجسيد هذا المشروع الذي سيكون له -حسبهم - الأثر الملموس على الوضع البيئي بعاصمة الولاية التي تشهد تدهورا مقلقا للمحيط البيئي . و تشير الدراسات الفنية التي أعدها الديوان الوطني للتطهير بورقلة الذي يشرف على متابعة هذا المشروع الهام الذي خصصت له الدولة 21 مليار دج بأن موقع مدينة ورقلة داخل حوض منخفض وهو عبارة عن مصب طبيعي لسلسلة من الأودية الكبيرة بالجهة يمتد على مساحة 99 ألف هكتار. ولاحظت نفس الدراسات بأنه استحال تقدير نسب الاستهلاك الفردي اليومي لمياه الشرب بالنظر إلى كثرة التسربات التي تميز شبكة التموين بالمياه الصالحة للشرب. وبخصوص التطهير تشير هذه الدراسات إلى أن ما بين 40 إلى 50 في المائة من السكنات داخل حوض ورقلة موصولة بشبكات التطهير فيما تعتمد ما بين 50 إلى 55 في المائة من السكنات على طريقة الصرف التقليدي للمياه المستعملة مما يلحق أضرارا جسيمة بالمياه الجوفية ( تلوث) و التي تصلها يوميا كميات تقدر بأزيد من 12000 متر مكعب من المياه القذرة من بين كميات تقدر ب 23000 متر مكعب بدرجة تلوث تزيد عن 6760 كلغ التي تتدفق بالمصب النهائي الحالي وهو شط أم الرانب بدائرة سيدي خويلد . وتصل هذه الدراسات إلى نتيجة " مزعجة" مفادها بأن الوضعية الراهنة للصرف الصحي بحوض ورقلة تطرح عدة مشاكل ناجمة عن ارتفاع في عدد السكان الغير موصولين بشبكات الصرف الصحي نتيجة التوسع العمراني الهائل التي تشهده مدينة ورقلة خلال السنوات الأخيرة . كما تطرح هذه الوضعية وبصفة جدية مشكلة تلوث مياه الطبقة السطحية مما يهدد صحة المواطن من خلال انتشار ما يعرف بالأمراض المتنقلة عن طريق المياه والبرك المائية التي تتحول إلى بؤر لتكاثر الحشرات الضارة داخل الأحياء السكنية بالإضافة إلى ظاهرة صب المياه المستعملة في بعض الشطوط بالجهة دون معالجتها مما يطرح مشكلات بيئية وفي مقدمتها تهديد التنوع البيئي . وانطلاقا من هذا التشخيص لوضعية التطهير بحوض ورقلة يطرح هذا المشروع عدة مسارات من شأنها أن تساهم في تدارك الوضع البيئي المحلي من جهة وحماية سكان المنطقة من التهديدات الصحية والبيئية المطروحة من جهة أخرى ومن بينها وضع مخطط توجيهي للصرف الصحي للمنطقة مع الأخذ بعبن الاعتبار خصوصيات تضاريسها. كما يهدف المشروع إلى تسجيل وضمن هذا المخطط كل التوصيلات الخاصة بالصرف الصحي على مستوى النسيج العمراني ووضع حد نهائي لظاهرة الصرف التقليدي للمياه المستعملة. وضمن أهداف المشروع أيضا إنجاز محطات لتصفية المياه المستعملة وفصل مياه سقي الواحات عن المياه القذرة ما سيساهم في تحسين وضعية خنادق صرف المياه الزائدة بواحات النخيل ويكون له بالتالي انعكاس جد إيجابي مستقبلا على نشاط زراعة النخيل بواحات حوض ورقلة.