أفادت مصادر مطلعة من السفارة الأمريكيةبالجزائر أن وفدا عن وزارة الخارجية الأمريكية سيحل بالجزائر بداية الأسبوع الجاري، لتوضيح موقف واشنطن حول مسألة وضع الجزائر ضمن لائحة الدول التي يخضع رعاياها لإجراءات رقابية مشددة في المطارات الأمريكية، خاصة وأن الجزائر قد احتجت بشكل رسمي على مثل هذا الإجراء معتبرة إياه مجحفا في حق بلد طالما لعب دورا هاما في مكافحة الإرهاب. كما سبق وأن أعلن عنه وزير الخارجية مراد مدلسي في تصريحات إعلامية، يحل وفدا من وزارة الخارجية الأمريكيةبالجزائر بداية الأسبوع الجاري، حيث أوضحت مصادر مطلعة من السفارة الأمريكية أن هذا الوفد سيضم مسؤولا رفيعا، وفيما رفضت المصادر الكشف عن هوية المسؤول الأمريكي الذي سيرأس هذا الوفد، أفادت عدد من التقارير أن هذا الأخير سيضم أيضا كاتب الدولة الأمريكي المكلف بالعدالة الذي التقى قبل أسبوعين تقريبا سفير الجزائر في واشنطن متطرقا معه إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين. وينتظر أن يضطلع وفد الخارجية الأمريكي بمهمة توضيح موقف واشنطن من إدراج الجزائر إلى جانب 13 دولة أخرى ضمن قائمة الدول التي يتعرض رعاياها إلى تفتيش دقيق ورقابة صارمة في المطارات الأمريكية، وهذا على خلفية الاحتجاج الرسمي الذي رفعته الجزائر إلى حكومة باراك أوباما من خلال استدعاء السفير الأمريكي في الجزائر دافيد بيرس وتبليغه أن هذا الإجراء مزعج وتمييزي ومعاكس للتوقعات. ولم تكتف الجزائر بالاحتجاج رسميا فقط على مثل هذا الإجراء، بل إن المجتمع المدني بمختلف فئاته وفاعليه قد تحرك في هذا اتجاه التنديد بقرار واشنطن إلى درجة أن بعض الأطراف طالبت بمعاملة الرعايا الأمريكيين في الجزائر بنفس المعاملة، وهو ما دفع بوزير الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى الاتصال بمراد مدلسي هاتفيا لمناقشة الموضوع بما يؤكد مدى جدية هذه المسألة وإمكانية تأثيرها سلبا على علاقات التعاون بين البلدين. وتأتي هذه الزيارة أيضا بعد أيام قليلة من تسليم واشنطن لمعتقلين جزائريين في غوانتانامو واضعة بذلك حدا لأزمة دبلوماسية كانت قد نشأت عقب انزعاج الولاياتالمتحدة من تبرئة الجزائر لمعتقلين كانت قد سلمتهما لها واشنطن في وقت سابق، وهو ما ردت عليه الجزائر بالتأكيد على أن هذا الموضوع شأن داخلي لا ينبغي التدخل فيه، وتؤكد الأنباء التي تفيد بوجود كاتب الدولة الأمريكي المكلف بالعدالة ضمن الوفد أن موضوع المعتقلين الجزائريين في غوانتانامو سيحظى بالنقاش خلال اللقاءات التي ينتظر أن تجمع الوفد الأمريكي بالمسؤولين الجزائريين. وكانت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكي جانيت نابوليتانو قد أقرت برنامجا لسلسة زيارات يقوم بها كبار موظفي الوزارة إلى الدول التي أدرجت أسماؤها ضمن قائمة الدول الخطرة والتي تشمل رعاياها الإجراءات التفتيشية في المطارات الأمريكية. وفي نفس السياق، أوضح مسؤول في السفارة الأمريكية في تصريحات سابقة أن واشنطن تريد أن توضح للجزائر ولباقي الدول المعنية بالقرار أن هذه الإجراءات الاحترازية ليست موجهة ضد دولة محددة أو ضد المسلمين، مؤكدا أن الوفد سيقدم المبررات التي اعتمدتها الإدارة الأمريكية في هذا الشأن عقب محاولة الشاب النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب الذي جنده تنظيم القاعدة لتفجير طائرة أمريكية في ال 25 من ديسمبر الماضي. وفيما تصر واشنطن على تبرير موقفها، مازالت الجزائر تنتظر سحب اسمها من القائمة، حسب ما أعرب عنه رئيس الدبلوماسية الجزائرية مراد مدلسي عندما قال: » نحن نتمنى أن يغير المسؤولون الأمريكيون موقفهم ويكون هناك رد سريع ومتوازن«.