تأجّجت الأوضاع في الأيّام الأخيرة بوهران، بعدما تمّ ترحيل 184 عائلة متضرّرة داخل بنايات مهترئة نحو سكنات جديدة والإعلان عن الشروع في ترحيل 200 عائلة أخرى قبل نهاية جانفي الجاري وكانت شعلة الغضب قد اتّقدت بسبب إقصاء الكثير من العائلات التي تنتظر عملية الترحيل بلهف. شهدت الأيّام الأخيرة عدّة تجمّعات وإعتصامات لعائلات لم تستفد من عملية الترحيل الأخيرة التي شملت 184 عائلة ب 12 بناية مهترئة، وكان آخرها قضاء 6 عائلات ليلة كاملة أمام مقّر دائرة وهران احتجاجا على هدم سكناتها الفوضوية بحيّ الدرب هذا الخميس وأملا في إدراجها ضمن عملية الترحيل الثانية من نوعها التي ستكون قبل نهاية الشهر الجاري والتي تشارف التحقيقات بشأنها على النهاية وتخصّ 15 بناية آيلة للسقوط، وعبّرت العديد من العائلات عن غضبها من التقصير في انتشالهم من الغبن الذي يتخبّطون فيه منذ أشهر، من بينها 11 عائلة كانت تقيم ب 6 شارع الحدائق بحيّ سيدي الهواري العتيق قبل أن ينهار مسكنها الجماعي في شهر نوفمبر الفارط، ولجأت على إثر ذلك إلى نصب خيمة بالطريق، و9 عائلات أخرى تقيم بحيّ فيكتور هيغو أو ابن سينا قضت أكثر من 11 شهرا داخل خيمة بالشارع بعد انهيار المسكن الذي كان يأويها والذي يعود إلى العهد الاستعماري. ويجدر بالتنويه أنّ عملية الترحيل شملت في المرحلة الأولى 184 عائلة، ولا تزال فرق الإحصاء المكلّفة من قبل ديوان الترقية والتسيير العقّاري تواصل عملية الإحصاء والتحقيق في ملف البنايات الآيلة للسقوط على مستوى عدّة أحياء، ليتّم ترحيل 200 عائلة أخرى، كما أنّه من اللافت للانتباه أنّ ملف البنايات الهشّة والآيلة للسقوط، تصدّر اهتمامات السلطات المحليّة بعاصمة الغرب منذ سنوات بسبب توسّع نسيج السكنات القديمة واحتجاجات السكّان المتكرّرة بغضّ النظر عن حوادث الوفاة والإصابات في الانهيارات المتكرّرة التي ينتج عنها غالبا تشرّد العديد من العائلات وخروجها إلى الشارع محتمية بالخيم، وزاد انشغال السلطات المحليّة بهذا الملف مع قرب موعد الندوة العالمية للغاز المميّع المزمع عقدها في أفريل من السنة المقبلة، حيث تجري التحضيرات على قدم وساق للتخلّص من المظاهر المشوّهة لصورة المدينة والتكفّل بالنقائص المسجّلة على مستوى النقاط السوداء بمختلف الأحياء.