احتجّت العشرات من العائلات بحيّ بلانتير بوهران، أثناء عملية ترحيل 620 ساكن نحو حيّ الياسمين والنور، وذلك بسبب إقصائها من الاستفادة فيما تمّ هدم سكناتها والإلقاء بأثاثها إلى الشارع، ويخصّ الأمر 68 عائلة من الوافدين الجدد الذين لم يمض على تواجدهم بالحيّ أكثر من سنتين و132 عائلة عادوا مجدّدا إلى المنطقة بعد استفادتهم العام الماضي. وسط تعزيزات أمنية مشدّدة وتوجّسات من حدوث أيّ إنزلاقات على غرار ما حدث في عملية الترحيل العام الماضي، خصّصت مصالح بلدية وهران، 150 شاحنة لترحيل العائلات المستفيدة منذ الصباح الباكر، مصحوبة بجرّافات قامت بهدم البنايات المخلاة، لكن ما أثار الفتنة والسخط لدى العديد من العائلات، هو أنّها لم تحصل على سكنات، بينما هدمت البنايات التي كانت تأويها وأصبحت متشرّدة تشحذ الرحمة من السلطات المحليّة في مشاهد درامية وسط أثاثها المبعثر بالشارع، لكنّ اللّجان المعنية بالإحصاء والتحقيق، فصلت في أمر العائلات المقدّر عددها إجمالا ب 218 عائلة، منها 68 عائلة لم تقدّم أيّ إثباتات بتواجدها بحيّ بلانتير لأكثر من سنتين، حيث أشارت مصادر مسؤولة من البلدية أنّ القانون يحدّد مدّة الإقامة التي تخوّل العائلة المعنية الاستفادة، ب 5 سنوات وأشارت ذات المصادر إلى أنّ العائلات المحتجّة من الوافدين الجدد الذين اشتروا السكنات الخاصّة بالمرحّلين العام الماضي، وأمام هذا الوضع ثار غضب العائلات المتضرّرة التي لم يفتح أمامها غير طريق الطعون واللّجنة التي يترّأسها الوالي، بينما إنضمّت إليها عائلات أخرى تمّ إقصائها كذلك من حصّة ال 620 مسكن لهذا العام واستنكرت لذلك باعتبارها تعيش أوضاعا أسوأ داخل بنايات آيلة للسقوط، لا تصلح الإقامة بها لبني البشر، وقد تواصلت عملية الترحيل في أجواء مشحونة إلى غاية الزوال على مستوى تسعة مناطق من الحيّ، منها باب الحمراء، أرض باستور، أرض شباط، أرض سي علي وغيرها، وفيما ينتظر تسليم 300 سكن آخر في شهر ديسمبر المقبل، بينما تشرع مصالح البلدية في ترحيل المتضرّرين من الزلزال الأخير والبنايات المنهارة والمهدّدة بالسقوط ، اليوم في عملية أثارت الكثير من الجدل ما بين المعنيين وزادت حرارتها من خلال الاحتجاجات المتكرّرة، فضلا عن ارتفاع درجات حرارة الصيف، وعلى الرغم من كلّ هذه التشنّجات إلاّ أنّه تمّ اعتبار العملية ناجحة إلى حدود كبيرة، خصوصا وأنّها مرّت بهدوء ملّغم ولم تسفر عن إنفجارات مثلما حدث العام الماضي. للإشارة فإنّ السلطات المحليّة خصّصت حصّة 880 مسكن لمنكوبي الزلزال والبنايات الهشّة.