نشبت أمس، إشتباكات بين محتجين ومصالح الأمن بوهران في كلّ من منطقة "راس العين" و"لاغلاسيور" بحيّ بلانتير، حيث إحتجّت العديد من العائلات على إقصائها من حصّة 620 مسكن ورفضت إخلاء سكناتها الفوضوية، وسط تهديدات بتفجير قارورات الغاز وإضرام النيران ورشق عناصر الأمن بالحجارة. * تطوّرت الأحداث في اليوم الثالث من عملية ترحيل سكّان حيّ "بلانتير" ومنكوبي الزلزال والبنايات المنهارة إلى سكنات جديدة بحيّ النور والياسمين، حيث اشتعل فتيل الغضب لدى العديد من العائلات المقصاة والتي لاحقت الجرّافات، سكناتها الفوضوية لهدمها دون أن تحصل على مسكن تلجأ إليه، حيث ثارت ثائرتهم أمس، ورفضوا إخلاء مساكنهم، إذ هدّدت عائلات تقيم بمنطقة "راس العين" بتفجير قارورات غاز، لازمتها حين ولوج مصالح البلدية لتنفيذ عملية الهدم بالمنطقة، بينما هرع المقيمون هناك برشق مصالح الأمن بالحجارة احتجاجا على الإقصاء والتهميش وتعبيرا عن التشبّث بسكناتها باعتبار أنّها لا تجد مأوى آخر تلجأ إليه. * وكانت مصالح الأمن قد كثّفت من تواجدها على مستوى الحيّ وما جاوره منذ انطلاق العملية، السبت الماضي لتفادي أيّ إنزلاقات من هذا القبيل، وبدت التوتّرات سيّدة الموقف مع الانطلاق في الترحيل والهدم، حيث عبّرت العائلات المتضرّرة عن سخطها على مستوى عدّة مناطق من الحيّ خصوصا بعدما رمي بأثاثها إلى الشارع، ليتفاقم هذا السخط في اليوم الثالث إلى أعمال شغب، لم تسفر عن جرحى حسب ما أشارت إليه مصادرنا، حيث سرعان ما تمّ التحكّم في الوضع بإيفاد المزيد من عناصر الأمن لاحتواء الغضب، إلاّ أنّ الوضع بقي مؤهّلا للانفجار مجدّدا. * للإشارة فإنّ نحو 218 عائلة تمّ إقصاؤها من الاستفادة لاعتبارات تتعلّق بالتحقيقات التي باشرتها لجان مكلّفة، حيث أشّرت على ملفاتها كونها عائلات محتالة، استفادت من حصّة 1060 مسكن التي تمّ توزيعها في صيف العام الماضي، أو أنّها من الوافدين الجدد إلى المنطقة ولا يتعدّى تواجدها هناك السنتين، وبهذا الصدد أكّدت مصادر على دراية أنّ هذه العائلات تعرّضت لعملية نصب من قبل المستفيدين في السنتين السابقتين، حيث باعوهم سكناتهم على الرغم من أنّها معنية بالهدم. * من جانب آخر تهاطلت العشرات من الطعون على اللجنة المعنية بالولاية والتي يترّأسها الوالي على الرغم من أنّ عملية الترحيل لم يتّم الشروع فيها إلاّ بداية الأسبوع الجاري، حسب ما أشارت إليه مصادر مطّلعة وذلك بعدما تمّ إقصاء العديد من العائلات سواء في العملية الأولى المتعلّقة بترحيل سكّان حيّ بلانتير أو العملية الثانية الخاصّة بترحيل المتضرّرين من الزلزال الذي ضرب الولاية في شهري جانفي وجوان من السنة الجارية ومنكوبي البنايات المنهارة والمهدّدة بالسقوط، ويتعلّق الأمر بترحيل أكثر من 900 عائلة إجمالا إلى كلّ من حيّ النور والياسمين. *