أخذت الاحتجاجات على عملية الترحيل الأخيرة التي مسّت سكان الأحياء القصديرية وأولئك القاطنين بالبنايات المترهلة الآيلة للانهيار بوهران منحى آخر، حيث هدّدت بعض العائلات المقصية بحي '' بلانتير '' القصديري بالانتحار عن طريق استخدام قارورات الغاز، وأخرى دخلت في إضراب مفتوح عن الطعام بحي '' سانتاتوان " . الأوضاع ازدادت احتقانا بعاصمة غرب البلاد بعد إسقاط العديد من العائلات التي تعاني ظروفا مزرية داخل بنايات قديمة شبيهة بالمعتقلات من قائمة المستفيدين من عملية توزيع 1500 وحدة سكنية. الواقعة بحيي '' النور '' و '' الياسمين '' ، ما فجر براكين الغضب لدى بعض السكان المقصيين، وصل إلى حد تهديد إحدى السيدات بحي '' بلانتير '' القصديري بنسف البيت أو بالأحرى الكوخ القصديري الذي يأويها رفقة أفراد عائلتها بواسطة قارورة غاز في خطوة منها للانتحار، كما وُجّهت اتهامات خطيرة للجنة الولائية التي أوكلت لها مهمة إحصاء السكان المعنيين بالترحيل، علما أن والي الولاية كان قد شدّد على ضرورة إعطاء الأولوية للمتضررين من الزلزال الأخير الذي ضرب المنطقة، وكذا الذين انهارت بناياتهم واتخذوا الخيم مأوى لهم، لكن كل هذه التوجيهات ضُرب بها عرض الحائط حسب المقصيين، إذ اشتكى بعض ممثلي القطاعات الحضرية من التجاوزات الصّارخة التي ارتكبها بعض أعوان الإحصاء الذين حرموا بتصرفاتهم اللاقانونية الكثير من العائلات من الظفر بشقق جديدة تنسيهم حياة الغبن التي عاشوا في كنفها لعقود من الزمن بين زوايا البنايات القديمة، من بين التجاوزات التي حصلت: إدراج أسماء عائلات لا تسكن في البنايات الهشة ضمن العائلات المنكوبة قصد تمكينها من سكنات جديدة. هذا وكانت 5 عائلات تقطن ببناية قديمة تعود إلى الفترة الاستعمارية، بحي '' سانتاتوان '' ، قد دخلت في إضراب مفتوح عن الطعام، بسبب إقصائها هي الأخرى من عملية الترحيل الأخيرة، لكن المؤسف في هذه القضية التراجيدية أن من بين هؤلاء المضربين عن الطعام عجوز في العقد السادس من العمر، توفي زوجها دون أن يحقق أمنيته بالظفر بسكن لائق يخلصه من حياة البؤس التي كابدها رفقة أفراد عائلته داخل هذه البناية الموحشة، العجوز المذكورة تعاني من مرض القلب، وازدادت حالتها سوءا بعد إشعارها بإقصائها من عملية الترحيل، ما جعلها تنظم إلى جيرانها وتضرب عن الطعام هي الأخرى، أما أحد الموظفين الذي يسكن بالبناية المجاورة للعائلات الخمس المضربة عن الطعام، فوضعيته ازدادت سوءا، بعدما تم ترحيل جيرانه التسعة وبقي هو وحيدا، مع العلم أن السلطات أقدمت على قطع التموين بالكهرباء والماء، لتتحول بذلك هذه البناية إلى كهف للأشباح، لكن السؤال الذي لم تجد له العائلات المقصية إجابة إلى حد الساعة، هو لماذا لم تقدم اللجنة الولائية المكلفة بالإحصاء وصولات التخليص للعائلات التي وردت أسماؤهم في قوائم الاستفادة التي تمخضت عن القرعة؟ وعلى هذا طالب السكان المضربون عن الطعام الوالي شخصيا التدخل من أجل وضع حد لما وصفوه بالتلاعب بمشاعر العائلات التي لم تعد قادرة على تحمل مزيد من المعاناة داخل هذه البناية الموحشة.