أعجب من تحامل الأنظمة الغربية ووسائل إعلامها على الإسلام والمسلمين، حتى أنهم جعلوا من الإسلام سببا رئيسيا للإرهاب، وفرضوا على بعض الأنظمة العربية والإسلامية أن تحذف من مناهجها التربوية كل الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الداعية للجهاد، بدعوى أنها تحرض على العنف وتدعو إليه، وتجاهلوا تماما ما ورد في التوراة والتلمود من نصوص، هي أبلغ في الدعوة إلى العنف والتحريض عليه، وهم يحمّلون الإسلام والمسلمين مسؤولية الصدامات المسلحة في فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان وباكستان والصومال...إلخ، في حين أنهم هم المسئولون عنها مسؤولية مباشرة باعتبارهم المتسببين فيها، فلولا موقفهم المتحيز لإسرائيل، واحتلالهم العراق، وغزوهم لأفغانستان، وقصفهم لوزيرستان لما ظهرت المقاومة المسلحة في تلك المناطق. فهم المسئولون إذن عن هذه الصدامات المسلحة التي تعصف بالأرواح يوميا هنا وهناك، فيذهب ضحية لها آلاف البشر أكثرهم من المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ، ثم يتهمون الإسلام والمسلمين بالإرهاب! وهذه إسرائيل تفتك بالفلسطينيين يوميا، وتهدم دورهم، وتقتلع أشجارهم، وتجرف أراضيهم، وتحاصر قطاع غزة، حتى أن المرضى يموتون في المستشفيات بسبب انعدام الدواء وقلة التجهيزات الطبية، لدرجة أن منظمة الصحة العالمية ضجت من ذلك، وطالبت إسرائيل برفع هذا الحصار الظالم، الذي منع عن الغزاويين الغذاء والدواء، ومع ذلك لم تصنف هذه الأنظمة، إسرائيل في خانة الدول الإرهابية. ثم ماذا تقول هذه الأنظمة الغربية التي منعت حتى بناء المآذن في بعض أقطارها، على اعتبار أنها رموز سياسية للإسلام؟! لقد أُجري في الفترة الأخيرة في فرنسا استطلاع كشف عن أن 54 % من الشعب الفرنسي لا يرون في الإسلام خطرا عليهم. ولاشك أن نتيجة هذا الاستطلاع تؤكد حقيقة لا ريب فيها، مفادها أن موقف الأنظمة الغربية من الإسلام غير موقف شعوبها منه، وهذا معناه أن هذه الأنظمة الخاضعة للّوبيات العنصرية والصهيونية، تحرض على ما اصطلح على تسميته ب:»الأسلاموفوبيا«، لخدمة مصالح خاصة لا تعلمها إلا هي، ولا علاقة للإسلام بالإرهاب، وأن تلك العلاقة هي افتراضية تضليلية أكثر منها حقيقية، دأبت على تأكيدها أنظمة سياسية ووسائل إعلامية، ولكن هاهي شعوبهم تفضح بنفسها مناوراتهم تلك، التي استهدفوا منها حشر الإسلام في زاوية الإرهاب المظلمة، وبهذا تكون شعوبهم حسبما أسفر عنه هذا الاستطلاع، قد شهدت على ظلمهم للإسلام والمسلمين، من قبيل »وشهد شاهد من أهلها« ولا أشك أن تلك الأنظمة ما فعلت ذلك إلا سعيا لتنفير شعوبها من الإسلام، الذي ما فتئت تميل إليه أفئدتهم، فهم فعلوا ذلك من باب الكيد له ناسين قوله تعالى:} يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ{(التوبة: 32).