كشف الجزائري رمطان لعمامرة محافظ الاتحاد الإفريقي للسلم والأمن، أن الأزمة في الصومال تجاوزت حدود النزاع الداخلي وأصبحت أكثر شمولية مما يصعّب من مأمورية حلّها في أسرع وقت ممكن، والأكثر من ذلك فإنه اتهم تنظيم »القاعدة« بمحاولة تحويل هذا البلد إلى ما أسماه »أفغانستان إفريقيا«، معتبرا في هذا الشأن بأنه لا أحد يمكنه إنكار دور الجزائر في تعزيز مسار السلام بالصومال رغم صعوبته، وتخدّث عن إرسال تعزيزات عسكرية جديدة قوامها 1700 عنصر نهاية شهر جوان المقبل. قال رمطان لعمامرة إن عدد ضحايا النزاعات والانقلابات وبؤر التوتر في إفريقيا تراجعت بشكل ملموس خلال العشرية الأخيرة رغم اعترافه بسقوط الكثير من القتلى، مشيرا إلى أن القارة شهدت ِفي عشرية التسعينيات من القرن الماضي الكثير من المجازر التي خلفت سقوط الملايين من القتلى كما كان عليه الحال في منطقة البحيرات الكبرى التي وصف ما جرى فيها ب »حرب عالمية إفريقية« بالنظر إلى الحرب التي كانت دائرة بين عشر دول على الأقل، مما أدّى إلى إحداث دمار كبير قوامه 5 ملايين قتيل، بالإضافة إلى حديثه عن سقوط 1 مليون قتيل في مجازر ارتكبها النظام الرواندي حينذاك. وعلى هذا الأساس أوضح لعمامرة أن اختيار 2010 لتكون سنة السلم والأمن يؤكد رغبة الاتحاد الإفريقي في تسريع وتيرة حل النزاعات خاصة تلك المتعلقة بالسودان والصومال، حيث أكد أن ما يجري في هذين البلدين يختلف تماما عن طبيعة النزاعات التي عرفتها القارة في وقت سابق، مستندا في ذلك إلى أن تدهور الوضع في إقليم دارفور وجنوب السودان مرتبط باللصوصية وكذا النزاعات القبلية وليس له علاقة بالمجازر، ورأى من هذه الزاوية أنه من الضروري استغلال كل الفرص المتاحة للوصول إلى تسوية عاجلة وإنهاء بؤر التوّتر. وفيما يتعلق بالوضع في الصومال اعترف محافظ الاتحاد الإفريقي للسلم والأمن في تصريح ل »صوت الأحرار«، بأنه معقّد ويحتاج إلى تعاون دولي واسع، وأرجع صعوبة الموقف إلى الطابع الشمولي للنزاع الدائر هناك بعدما تداخلت الكثير من العوامل الخارجية وعلى رأسها تنظيم القاعدة الذي يحاول، حسبه، استغلال الجماعات الجهادية هناك، حيث وصف محدثنا ما يجري في الصومال ب »أفغانستان إفريقيا«، بالإضافة إلى تنامي القرصنة البحرية الذي بات هو الآخر يشكل هاجسا كبيرا للمجتمع الدولي، قبل أن يضيف بأن الاتحاد الإفريقي يريد أن يصل إلى مرحلة يمكن فيها للصوماليين حلّ مشاكلهم بأنفسهم. إلى ذلك أفاد لعمامرة أنه من المقرّر إرسال تعزيزات عسكرية جديدة إلى الصومال نهاية شهر جوان المقبل في إطار القوات التابعة للاتحاد الإفريقي »ميسوم«، حيث تحدّث عن فيلقين تابعين لكل من أوغندا وبورندي مشكّلين من 1700 جندي تنضاف إلى القوات المنتشرة حاليا في العاصمة موقديشو والمقدّرة ب 5300 عنصر وذلك في إطار المهمة الإفريقية، يأتي ذلك في انتظار نشر قوات صومالية قريبا قدرها 9 آلاف جندي بالعاصمة هم الآن يتلقون تكوينا عسكريا. وعلى هذا المستوى أكد محدثنا أنه لا أحد بإمكانه أن ينكر دور الجزائر ومساعيها الحثيثة في إيحاد حل عاجل للأزمة الصومالية، لافتا إلى أن قمة الاتحاد الإفريقي الجارية حالية بإثيوبيا أقرّت بهذا الدور على لسان رئيس المفوضية الإفريقية »جان بينغ«، وبحسب رمطان لعمامرة فإنه كان الاثنين الماضي في موقديشو ووقف على صعوبة الوضع، وذهب إلى القول بأن مجرّد الوقوف في مطار العاصة يعتبر مغامرة حقيقية في إشارة إلى الدعم الإستراتيجي الذي قدّمته الجزائر للصوماليين وللاتحاد الإفريقي من خلال تخصيص طائرات عسكرية لنقل جميع الوحدات العسكرية المنتشرة في هذا البلد. وفيما يرتبط بالوضع في السودان فإن لعمامرة بدا متفائلا بالخروج بنتائج واقعية خلال العام الحالي خصوصا وأن هذا البلد على أبواب انتخابات رئاسية شهر أفريل المقبل، وهي الانتخابات التي قال إنه يجب أن تكون تعدّدية وديمقراطية إذا ما أراد السودانيون تسوية فعلية لمشاكلهم في استفتاء 9 جانفي 2010، مؤكدا أهمية استغلال كل الفرص وتحديدا مساعي الاتحاد الإفريقي من خلال مهمة »تابو مبيكي« وعبد السلام أبو بكر التي تقابلها المبادرة القطرية، ومن هذا المنظور فإن المتحدث توقّع أن تكون 2010 سنة سلم وأمن للسودان بكل المقاييس.