دعا رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح أمس لدى إشرافه على مراسيم اختتام الدورة البرلمانية الخريفية إلى عدم التشويش على العدالة في تعاطيها مع ملفات تسيير المال العام وترشيد النفقات بعيدا عن الأحكام المسبقة والمواقف النهائية. لم يفوت بن صالح فرصة اختتام الدورة البرلمانية الخريفية دون التوقف عند الملف الذي ما يزال يسيل الكثير من الحبر الإعلامي والمتعلق بالتحقيق الذي تقوم به المصالح المختصة حول تسيير المال العام لا سيما على مستوى شركة سوناطراك، وهي التحقيقات التي مست عديد من الإطارات والمسؤولين في الشركة، مؤكدا أن المعالجة التي يتم بواسطتها التعاطي مع هذا الملف هي معال تسير في الاتجاه الصحيح، مشددا على أهمية فسح المجال للعدالة حتى تقوم بدورها دون إصدار الأحكام المسبقة أو المواقف النهائية، وهي رسالة واضحة من الرجل الثاني في الدولة بضرورة التريث وعدم استعجال الأحكام إلى غاية نهاية التحقيقات التي تقوم بها المصالح الأمنية المختصة وأن تكون الكلمة الأخيرة للعدالة وحدها في هذا الملف. على صعيد آخر ألقت مشاركة الفريق الوطني لكرة القدم في المنافسة القارية لحساب كأس أمم إفريقيا التي جرت بأنغولا، بضلالها على اختتام الدورة البرلمانية بالنظر إلى الظروف التي جرت فيها ومنها المؤامرة التي حيكت ضد أشبال رابح سعدان في مقابلة النصف النهائي، حيث توقف بن صالح عند الحدث مشيدا بمشاركة الخضر وأدائهم المتميز وتألقهم في المنافسة الإفريقية رغم ما وصفه بقسوة الظروف التي وجد الفريق نفسه فيها في بعض محطات المسيرة في إشارة واضحة منه لمهزلة اللقاء النصف النهائي التي كانت الكلمة الفصل فيها لذلك الذي يسمي نفسه حكما كوفي كوجيا. واعتبر بن صاح تألق الخضر يعود إلى مهنية أشبال سعدان كما تحقق بفضل الدعم والثقة التي وضعتها الدولة حكومة وشعبا وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية في هذا الفريق الشباب الذي أدخل الفرحة إلى قلوب ملايين الجزائريين، وأكد بن صالح ثقته في امكانية أن يحقق رفقاء زياني مزيدا من التألق في نهائيات كأس العالم بجنوب افريقيا. كما عرج بن صالح في خطابه إلى حصيلة مجلس الأمة في الدورة المنقضية في إطار دوره الرقابي سواء من خلال الأسئلة الشفوية والمكتوبة الموجهة لأعضاء الحكومة أو من خلال الجلسات العامة وتنظيم خرجات تفقدية واستطلاعية شملت ولايات مختلفة وتحرت وضعية قطاعات عديدة، وقال إن هذه الخرجات لم تكن للمعاينة والمحاسبة بقدر ما كانت ترمي أيضا إلى ربط الصلة مع المواطن وتعزيز روح التعاون والتكامل ما بين الهيئتين التنفيذية والتشريعية، مشيرا إلى أن المصادقة على القوانين لا تعني نهاية المهمة بالنسبة للغرفة البرلمانية العليا بل تعني خاصة مرافقة الحكومة في تنفيذ مضمون القوانين التي صادق عليها أعضاء المجلس.