أكد رئيس مجلس الأمة السيد عبد القادر بن صالح بأن الطريقة المعتمدة في معالجة ملفات الفساد التي برزت في الساحة مؤخرا مؤشر إيجابي وأنها تسير في الاتجاه الصحيح، داعيا إلى ترك العدالة تقوم بدورها بعيدا عن أي تأثير. وقال السيد بن صالح في خطاب ألقاه خلال إشرافه على اختتام الدورة الخريفية لمجلس الأمة "إننا من دون إصدار الأحكام المسبقة أو المواقف النهائية من الأخبار التي تتعلق بموضوع الشفافية في تسيير المال العام وترشيد النفقات نقول إن المعالجة المعتمدة في التعاطي مع الموضوع تسير في الاتجاه الصحيح"، وشدد في هذا السياق على ضرورة تجنيب العدالة أي تأثير حتى يُسمح لها بأداء دورها على أكمل وجه. وبحضور رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري والوزير الأول السيد أحمد أويحيى وأعضاء من الحكومة توقف السيد بن صالح عند الإنجازات التي حققها ويحققها المنتخب الوطني لكرة القدم، واعتبر مشاركته في كأس إفريقيا بأنغولا إيجابية جدا حيث استطاع من خلالها إسعاد الأنصار في الداخل والخارج، وأثنى بالمناسبة على العمل الذي قامت به إدارة المنتخب والعارضة الفنية وكذا دعم الدولة والأنصار. ودافع السيد بن صالح عن الفريق الوطني وأشار إلى أن أداءه في أنغولا كان جيدا "رغم قساوة الظروف التي وضع فيها في بعض محطات المسيرة". ولدى تقييمه لأداء مجلس الأمة خلال الدورة المنتهية دافع السيد بن صالح عن الحصيلة المسجلة وذكر بأن "العبرة ليس في عدد النصوص فقط ولكن في نوعيتها بالنظر إلى أهمية النصوص التي تمت المصادقة عليها في قطاعات المالية والموارد المائية والنقل وحقوق الإنسان، إضافة إلى الدور الرقابي المضمون في إطار الأسئلة الشفهية والكتابية وجلسات الاستماع للوزراء في اللجان الدائمة للمجلس. وفي معرض حديثه عن مسيرة الغرفة العليا التي كانت "حافلة" بالنشاطات و"غنية" بالنتائج قال السيد بن صالح أن مجلس الأمة "ساهم في تحقيق هذه المسيرة حيث زود من خلالها البلاد برصيد تشريعي هام عزز الموجود من القوانين السارية المفعول والناظمة لعمل الدولة وأتى بأخرى ساهمت في إثراء المنظومة القانونية متنت أسس دولة الحق والقانون وقوت نهج الممارسة الديمقراطية ومبادئ الحكم الراشد". وقال السيد بن صالح إن الدورة المنقضية لم تكن "شحيحة" من حيث الأداء بل بالعكس كانت ثرية وكان لأعضاء الغرفة الثانية عمل نشط في مجال الدبلوماسية البرلمانية، وكذا التنقلات الميدانية للاطلاع على أوضاع المواطنين والتقرب منهم أكثر قصد نقل انشغالاتهم للسلطة التنفيذية. أما بخصوص العلاقة بين الهيئة التشريعية والتنفيذية فقد أبرز رئيس مجلس الأمة نقاط تلاق عديدة منوها بتجاوب الحكومة مع البرلمان فيما يخص موضوع طرح الأسئلة الشفهية والكتابية. وعن مسألة التجديد التي عرفتها عضوية مجلس الأمة في المدة الأخيرة قال السيد بن صالح بأن هذه العضوية بقدر ما هي مدعاة للاعتزاز فهي مسؤولية وضعت على عاتق الأعضاء الجدد ودعا "الوافدين الجدد" إلى تحمل مسؤوليتهم الجديدة بكل أمانة. وأشار في هذا السياق مخاطبا الأعضاء الجدد أن الأصوات "التي تحصلتم عليها هي في الواقع ثقة مشروطة وعقد أخلاقي غير مكتوب يلزمكم أدبيا بالعمل بصدق على تجسيد تطلعات ناخبيكم وقبلهم المواطنين الذين ينتظرون منكم أن تبقوا أوفياء لهم". ولم يفوت فرصة اختتام هذه الدورة ليترحم على الفقيدين محمد الشريف مساعدية وبشير بومعزة اللذين ساهما طيلة ترأسهما للغرفة الثانية في تكريس العمل الديمقراطي.