لم ينف رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، وجود اتصالات مع هيئات ومؤسسات مسيحية في أوروبا والغرب عموما من أجل حشد مزيد من الدعم والتأييد بما يسمح بالتأثير على الرأي العام وكذا الأنظمة السياسية التي تتواجد بها من أجل حماية المقدّسات المسيحية في القدس، لكنه اعترف أن الخطر قادم من الحركة المسيحية الصهيوينة التي تعمل عكس هذا التوجّه تماما. تضمّنت الإجابة التي أوردها الدكتور حسن خاطر ردّا على سؤال متعلق بمدى التنسيق وكذا التفاعل الحاصل بين مختلف الهيئات المسيحية مع مخطط عمل المؤسسة التي يتولى تسيير شؤونها في القدس، إشارات واضحة إلى وقوف الحركة المسيحية الصهيوينة بقوة وراء كل الجهود المبذولة من أجل إنقاذ المقدّسات في القدس سواء تعلق الأمر بالمسجد الأقصى أو كنيسة القيامة، حيث أشار إلى أن هذه الحركة التي تدعمها الولاياتالمتحدةالأمريكية »تشكّل خطرا بالغا« بالنظر إلى أنها تموّل نشاط 23 جمعية في مدينة القدس من أجل تحقيق أهدافها. وبحسب »ضيف صوت الأحرار« فإن خطر الحركة المسيحية الصهيوينة لا ينحصر فقط في تقديم الأموال للجمعيات التي تنشط تحت لوائها والتي تتراوح سنويا بين 70 إلى 100 مليون دولار، بقدر ما تحدّث عن تهديد المعتقدات التي تؤمن بها والتي تذهب إلى ربط ظهور المسيح بمسألة هدم كل المقدسات في مدينة القدس، زيادة على أن أتباع هذه الحركة لا يقبلون، بل إنهم لا يؤمنون، بمبدأ التفاوض من أساسه، ومن هذه الزاوية يرى المتحدث بأنه من الواجب التحرّك قبل فوات الأوان. كما لم يفوّت رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدّسات الفرصة من أجل دق ناقوس الخطر عندما أعلن أن عدد المسيحيين المتواجدين حاليا في القدس لا يمثلون سوى 1 بالمائة من إجمالي السكان، واعتبر أن هذا يشكّل خطرا فعليا بسبب تواصل استنزافهم وهجرتهم نحو الخارج، ويرى بأن مجرد اختفاء المسيحيين من المدينة يعني أن اليهود سيضعون يدهم على المقدسات المسيحية من كنائس وكذا ممتلكات، وبالتالي أوضح أن العمل في إطار الهيئة يولي جانبا كبيرا منه إلى كسب دعم هؤلاء والحرص على بقائهم في القدس من أجل حماية المقدسات والوقوف في وجه الاحتلال وأتباع الحركة المسيحية الصهيونية المتطرفة. وبرأي الدكتور خاطر فإنه بات من الضروري أن يتوحد المسيحيون والمسلمون في القدس لإنقاذ المقدسات، ولا يقتصر هذا الالتفاف، وفق النظرة التي قدّمها، على سكان القدس فحسب بقدر ما يعني الأمر كل أحرار العالم، لكن محدّثنا أشار إلى وجود اتصالات مستمرة بالأخصّ مع مؤسسات دينية مسيحية في العديد من بقاع العالم من أجل كسب الدعم الكافي من طرف الرأي العام والدول التي تنشط بداخلها، مؤكدا إلى أن الاتصالات لا تنقطع إطلاقا من باب الاستشارة والاستفادة من مواقف هذه الهيئات. وقياسا بما جاء في إجابة رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات من توضيحات، فإن التركيز في الوقت الراهن يتم على تعزيز الاتصال مع المسيح العرب والشرقيين الذين قال إنه لا مشكلة للهيئة التي يديرها معهم، دون أن يغفل الإشارة إلى أن التعامل الحاصل قائم على أساس أن هناك احتلالا وهناك تهديدا فعليا للمقدّسات بم يستدعي التحرّك. كما كشف الدكتور حسن خاطر، في سياق حديثه، بأن هناك وثيقة مسيحية بلورها رجال دين تجاوز عددهم الأربعين شخصية تتكون من حوالي 30 صفحة، وهي تتضمّن تأكيدا قاطعا للمسيحيين بالوقوف مع حرمة المقدسات في القدس وتنديدهم حيال ما يجري في الأراضي المقدّسة من انتهاكات متواصلة، وأوضح في المقابل بأن هذه المواقف تنسجم، تمام الانسجام، مع توجهات الهيئات الإسلامية. إلى ذلك حرص »ضيف التحرير« على التأكيد بأن العمل داخل الهيئة بين المسلمين والمسيحيين يتم على أساس شراكة باعتبار أن هناك تهديدا متواصلا للمقدسات، مسيحية كانت أو إسلامية، ويقصد هنا المسجد الأقصى وكنيسة القيامة على وجه الخصوص، وهو التنسيق الذي قال إنه لا يدخل في التفاصيل العقائدية، مشيرا إلى أن المسيحيين في القدس ليسوا دخلاء وإنما كانوا أحفاد »سوفرونيوس«، كما أوضح أن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، لم يفرض عليهم الدخول في الإسلام ولم يقدم على تحويل كنيسة القيامة إلى مسجد.