وهيبة منداس قدمت الجمعية المسرحية "ولد عبد الرحمان كاكي" لمستغانم أول أمس بقاعة مصطفى كاتب بالمسرح الوطني الجزائري مسرحية "حيط الرمل" وذلك بالتزامن مع الذكرى ال 15 لرحيل المسرحي الكبير ولد عبد الرحمان كاكي كوقفة عرفان وتكريم لهذا الرجل المبدع المتكىء على التراث والموروث الشعبي الجزائري في بناء مشروعه المسرحي• العرض المسرحي الذي يدرج ضمن خانة التراجيديا دام ساعة كاملة تحولت فيها الخشبة إلى عالم من التناقضات واستكشاف الذات الإنسانية وصراعاتها الداخلية وعن العمل يقول المخرج والممثل الشاب تاكيرات محمد "حيط الرمل" المقتبسة عن النص المسرحي للراحل "كاكي" "دار ربي"، تعكس دلالة عميقة يحركها 8 شخوص مختلفة التوجهات والقناعات ويحكي كل نموذج إنساني متهم تجربة خالصة مع الحياة وتقلباتها وتدور أحداثها حول هروب بعض الشخصيات من السجن بعد أن قام أحد السجناء بقتل سجين آخر ليصطدم الهاربون بأن الصحراء الشاسعة من أمامهم والسجن من وراءهم لكنهم لجأوا إلى "دار ربي" وهو مكان فيه نافورة ماء وجدوا فيه الأمان والإطمئنان ولو لفترة ويلتقي عندها "القاضي" و"سليمان" و"لحبيب" للحديث عن معاناتهم وذكرياتهم السابقة وأملهم الوصول إلى ما وراء الصحراء التي نشكل لديهم حائطا رمليا شفافا• للوصول إلى المنفى الآخر لتنتهي المسرحية بحقيقة مفادها أن العدالة الإلاهية فوق الجميع وأكد المخرج أنه حافظ على روح النص الأصلي لكاكي• حرك العمل المسرحي المدعم من قبل صندوق دعم الإبداع التابع لوزارة الثقافة والحامل لقيم التسامح لنخبة من هواة المسرح من أبناء "مسك الغنائم" وهم تاكبرات محمد، عبد الله باصغير بن طاطا بلقاسم، فراجي مبارك، باحفيظ نواز، مخربش الحاح، مامي سعادة بن عودة فيما وقع الإنفوغرافيا الطاهر خوصة، الموسيقى الطاهر بوكراع• وعن النص يقول مصمم السينوغرافيا عبد الحليم رحموني "لقد كتبه الراحل ولد عبد الرحمان كاكي عام 1961 وهي المرحلة التي عرفت الجزائر خلالها جملة من التطورات الداخلية والخارجية وتكمن عبقرية كاكي أنه رصد وبوعي قوي وصادق حالة التمزق وأراد بنبضته توحيد صفوف الجزائريين وأن "دار ربي" وما نمنحنه من فضاء للبوح والأمان والطمأنينة رغم ما يتوق له إلى المنفى هي الملاذ الوحيد لهم وهي دلالة عن الجزائر الأم التي تتدفأ في حناياها"• عبد القادر ولد عبد الرحمن المدعو عبد الرحمن كاكي (1934-1995) من أبرز وجوه الفن المسرحي الجزائري خلال الستينيات و السبعينيات. تابع المخرج و الكاتب المسرحي الذي ولد في مستغانم دراساته في مسرح الهواة ليصبح معلما للفن الدرامي ثم أسس فرقته الخاصة به سنة 1958. يستمد كاكي أعماله المسرحيه من التراث الشفهي الغني حيث كان أول من استلهم أعماله من المسرح التقليدي فكانت له الحلقة و المداح أو الراوي في مسرحية "القراب والصالحين" سنة 1966 و مسرحية نقدية " كل واحد و حكمو" سنة 1967 بعد أن أقعده حادث سير اليم تعرض له سنة 1969 توفي عبد الرحمن كاكي في 14 فيفري 1995