أجراس التحذير التي تطلقها شخصيات مقدسية ومنظمات إسلامية ومراكز حقوقية حول تهويد المدينة المقدسة والذي بلغ مرحلته الأخيرة ترفع أكثر من علامة استفهام في وجه الحكّام العرب والمسلمين الذين لم يعودوا يكترثون كثيرا لما يقع في فلسطينالمحتلة، وانشغلوا عنها بحساباتهم السياسية الداخلية وتواطئهم المفضوح مع الكيان الصهيوني وسياسات الولاياتالمتحدةالأمريكية. تلك المخططات السرية والعلنية لتهويد القدس وتحويل كل شيء فيها إلى الهوية العبرية إضافة إلى خنق المقدسيين العرب ومنعهم من البناء وتوسعة مساكنهم، لم تعد تخفى على أحد. العالم كله يشهد الآن على المؤامرة الخطيرة والفعل ويتواطأ مع دولة الاحتلال التي تقضم الأراضي وتوسع الاستيطان في أراضي الضفة الغربية، ولكن لا أحد يضغط لإيقاف حكومة اليمين في تل أبيب عن مشروعها، وهذا النفاق الأوروبي معروف لأن الولاياتالمتحدة وإدارة أوباما لم تقدم أي شيء للفلسطينيين حتى معنويا بدفع ناتنياهو لوقف الاستيطان من أجل استئناف المفاوضات. ام يحدث هذا حتى تجميلا للسلطة ورئيسها محمود عباس الذي زكم الفساد في أجهزته أنوف الشرفاء في الأمة وأصدقاء وأنصار القضية الفلسطينية في العالم أجمع. حتى ذاك الشرف المزعوم لم ينله عباس بأن توقف إسرائيل الاستيطان وأما المرجعية والضمانات من أمريكا فنكتة لن يصدقها أحد..! إسرائيل تعرف ما تريد وحتى التسوية التي ستمنح للسلطة برعاية أمريكية ومباركة من مبارك وعرب الاعتدال في المنطقة، ستكون »تسوية مسخ« أي دون حق العودة ودون القدس ودون معظم أراضي عام 67. إسرائيل تُشرف على إنهاء مخططها الكبير بدليل أن مركز القدس للحقوق القانونية أرسل آخر صيحة من حملة إسرائيلية تهدف إلى طرد أكثر من 20 ألف مواطن فلسطيني من سكان مدينة القدسالمحتلة بذريعة "الإقامة دون تصريح". الأمر لا يعني إلاّ شيئا واحدا هو تسريع عملية تهويد القدس والتطهير العرقي بها قبل التسوية النهائية كما يراد لها أن تكون، وفي انتظار ذلك على الشخصيات والمراكز إطلاق التصريحات والتحذيرات، وعلى الحكّام العرب البائسين أن يطلقوا بيانات التنديد في القمة القادمة بليبيا، ثم على سلطة عباس أن تمنع الفصائل وأن تسقط خيار المقاومة نهائيا من أجندتها وتفاوض حتى الموت بإطلاق بالونات أكذوبة كبرى اسمها السلام..! »لا تصالح على الدم.. حتى بدم! لا تصالح! ولو قيل رأس برأس أكلّ الرؤوس سواء؟ أقلب الغريب كقلب أخيك؟! أعيناه عينا أخيك؟! وهل تتساوى يد.. سيفها كان لك بيد سيفها أثكلك؟« أمل دنقل