في الوقت الذي يراهن وزير التربية بن بوزيد القضاء على الأمية في الجزائر مع حلول عام 2016 معولا كثيرا على الحركة الجمعوية من خلال مساعيها الحثيثة للحد من هذه الآفة المستفحلة لاسيما في أوساط الأحياء الشعبية، أقدمت مديرة مدرسة مولود فرعون 1 ببوروبة منذ أيام قليلة ودون سابق إنذار وفي سابقة خطيرة من شانها عرقلة هذه الجهود على حرمان قسم من أقسام محو الأمية من مزاولة دروسه إذ قررت طرد تلميذات من مدرستها بحجة عدم تجديد معلمتهن لرخصة استغلال الحرم المدرسي هذا الفضاء الذي تمارس فيه ذات المعلمة منذ 13 سنة مهمتها التطوعية النبيلة والهادفة إلى انتشال نساء تتراوح أعمارهن ما بين 30 إلى 70 سنة من شبح الجهل بعلم من السلطات المحلية وكذا مسؤولي الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار. قرار الطرد هذا الذي نزل كالصاعقة في يوم ممطر على مسامع التلميذات والبالغ عددهن ال25 متمدرسة ياتين بعد ظهيرة كل سبت وثلاثاء من حسين داي وبراقي ووادي السمار وضواحي بوروبة اضطرهن للعودة أدراجهن ولسان حالهن يردد" حسبي الله ونعم الوكيل" بعد أن فشلت جهودهن المضنية في إقناع المديرة للعدول عن رأيها على الأقل في ذلك اليوم الذي تحملن فيه مشقة التنقل مؤكدة للتلميذات أنها مكلفة بأمر من كاتب مفتش الحراش الذي طلب منها على حد قولها بغلق مدرستها في وجه المعلمة التي لم تجدد رخصتها والتي يسمح لها الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار بموجبها انتشال أمهات وجدات من شبح الجهل وإخراجهن إلى نور العلم . التلميذات المتضررات من قرار الغلق و اللائي اتصلن بالجريدة شاكيات قرار تعسفي يجهلن مصدره وخلفياته أبدين غضبهن واستيائهن مما أسميناه بقانون الإقصاء المطبق على سكان الأحياء الشعبية حتى في ابسط الحقوق إذ كيف يعقل قالت لنا السيدة بوزيدي وهي إحدى التلميذات المتضررات من قرار مديرة مدرسة مولود فرعون 1 أن يمر شهرين كاملين على افتتاح الموسم الدراسي لتنتبه السيدة المديرة إلى إجراء بيروقراطي كان من المفروض أن تمنح لنا و لمعلمتنا ،التي تطوعت لتعليمنا وانتشالنا من جهلنا الأعمى الذي غرقنا فيها حتى أذاننا ،مهلة تسمح للمؤطرة التحرك مع الهيئات المعنية و تجنبنا مشقة التنقل في يوم ممطر لنصفع بقرار المديرة التي لم تأبه لتوسلاتنا وراحت تردد على مسامعنا أن الأمر يتجاوزها و أنها مكلفة بتنفيذ الأوامر. السيدة طزاوي التي تتردد على أقسام محو الأمية بذات المدرسة منذ سنوات طوال على يد ذات المعلمة تساءلت في حيرة قائلة لمصلحة من يا ترى اتخذ قرار توقيف قسمنا بالرغم من أننا نحاول أن نتعلم في صمت دون أن نزعج احد . المديرة أضافت ذات المتحدثة مستاءة جدا من وجودنا بمدرستها لأسباب لا يعلمها إلا الله فقد أقدمت في إحدى المرات لم يطرح ساعتها مشكل الرخصة بعد على غلق باب القسم بالمفتاح واضطررنا نحن المتمدرسات وقد تجاوز سن معظمنا الخمسين التسلل من النافذة حتى لا نضيع حصتنا وقد أضافت قائلة لقد تعودنا على مثل هذه العراقيل المفتعلة بدء من محيطنا الاجتماعي منذ أن أعلنا تمردنا عن الجهل والأمية في وسط لم يبارك صحوتنا لكن أن تصدر مثل هذه التصرفات من أناس يدعون إلى العلم ومحاربة الجهل فهذا ما لا نفهمه نحن الدارسات. المعلمة المستهدفة من قرار الطرد والتوقيف اعترفت لنا الدارسات أنها تستعد للاحتفال غدا الأربعاء بالذكرى ال13 لتأسيس جمعيتها" أقرا و أمحو أميتي" في ظروف جد صعبة وأسرت لنا بعض الدارسات أنهن كن يأملن أن يتم الاحتفال في ظروف بعيدة عن الضغوطات والعراقيل المفتعلة على الأقل عرفانا لها وللذين ينشطون معها في مجال لا يحصد فيه صاحبه إلا" دعوي الخير" من طرف مسنات لا حول ولا قوة لهن اكتشفن وهن في أرذل العمر سحر الكتابة وعشق قراءة القران.