عين الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة السيد بان كي مون رسميا الدبلوماسي والوزير الأسبق الجزائري للشؤون الخارجية السيد الأخضر الابراهيمي على رأس لجنة مستقلة حول تعزيز الأمن، حسبما أعلنته أول أمس مصلحة الناطقة الرسمية باسم الأمين العام الأممي· وجاء في نص الاعلان الذي نشر أول أمس أن الأمين العام قرر استحداث لجنة مستقلة حول أمن وسلامة مستخدمي ومقرات منظمة الأممالمتحدة عبر العالم، وستنكب مهمة اللجنة على تقييم المسائل الاستراتيجية الجوهرية فيما يتعلق بتطبيق وتعزيز هذه الإجراءات· وفضلا عن مهام تقييم" التهديدات والأخطار المتغيرة بإطراد التي تواجهها منظمة الأممالمتحدة" فإن اللجنة، كما أوضح المصدر ستتكفل بتقييم مدى عرضة مقرات الأممالمتحدة للأخطار أثناء ممارسة نشاطاتها عبر العالم قصد تعزيز ثقة مستخدمي الأممالمتحدة في الاجراءات الأمنية والتأكد من مصداقيتها لدى الدول الأعضاء والمجتمع المدني وباقي الأطراف الفاعلة المعنية"·وستكون أول مهمة توكل لهذا الجهاز الجديد دراسة الأجوبة المقدمة من قبل الدول المستضيفة لطلبات الأممالمتحدة في مجال الأمن، مثلما ينبغي عليه استخلاص العبر من النتائج التي توصلت اليها التقارير السابقة ذات الصلة على غرار التقرير المبدئي الذي نشرته دائرة الأمن والسلامة في 11 جانفي الماضي حول الاعتداءات الارهابية الأخيرة بما فيها اعتداءات 11 ديسمبر التي اقترفت في الجزائر العاصمة· وسيركز عمل اللجنة على صياغة توصيات حول تحسين منظومات وممارسات منظمة الأممالمتحدة، الى جانب الموارد الاضافية التي ينبغي تخصيصها من أجل رفع هذا التحدي في المجال الأمني، كما أن " الأمر يتعلق أيضا بالوقاية من اعتداءات أخرى وتقلص مفعولها"· وأكد المصدر أنه إلى جانب رئيسها الدبلوماسي الأخضر الابراهيمي ستضم اللجنة عددا من المختصين في القضايا الأمنية الذين سيعملون بكل حرية، مبرزا أنه سيتم الاعلان عن أسماء هؤلاء الخبراء في القريب العاجل·وأعلن القسم الإعلامي على مستوى منظمة الأممالمتحدة أن السيد الأخضر الابراهيمي تحادث يوم الاثنين الماضي مع الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة السيد بان كي مون حول تركيبة اللجنة ومجال عملها والتوجه الذي ستتخذه، وأضافت مصلحة الناطقة الرسمية أن"الأمين العام الذي يقر باستعجال الوضع أكد أن اللجنة ينبغي أن تشرع في مداولاتها حالما أمكن ذلك والتعجيل باستكمال عملها"· وكانت " المساء" السباقة الى نشر خبر تعيين السيد الابراهيمي على رأس اللجنة، وذلك في عددها يوم 27 جانفي الماضي، حيث ساهم الموقف الصارم والرافض للجزائر بخصوص إيفاد لجنة تحقيق أممية حول أحداث 11 ديسمبر الماضي في تغيير الموقف الأممي من منطلق أنه أحادي· وكان تصريح رئيس الحكومة السيد عبد العزيز بلخادم واضحا بخصوص هذه المسألة على هامش مشاركته في ندوة حوار الحضارات بمدريد، مؤكدا أن الجزائر لا ترحب بهذا العرض اطلاقا الذي يعد مساسا بسيادتها·وهكذا تكون الجزائر قد نجحت في التأثير على الموقف الأممي وبالتالي التوصل الى اتفاق يرضي الطرفين وفق شروط وضعتها الجزائر مثلما أكد على ذلك رئيس الحكومة السيد عبد العزيز بلخادم خلال لقاء التحالف الرئاسي نهاية جانفي الماضي، حيث اعتبرت أن تشكيل اللجنة لتعزيز الأمن الأممي لا ينبغي أن يقتصر على الجزائر لوحدها بل لابد أن يشمل دول العالم الأخرى· من جهة أخرى أبدت مصادر دبلوماسية ل " المساء" ارتياحها لتعيين السيد الابراهيمي على رأس هذه اللجنة منوهة بمسار هذا الدبلوماسي المحنك في حل العديد من القضايا الدولية حيث سبق له أن شغل عدة مناصب هامة في الهيئة الأممية·