بالرغم من أن التشريع يعلق كل قرارا ت تنفيذ أحكام الطرد و الإخلاء من المساكن خلال فصل الشتاء نظرا لبرودة الطقس و قساوة المناخ على المتضررين من قرارات الطرد إلى الشارع إلا أن هذا الاستثناء لم يطبق للأسف في حق عائلة برحمة باهية التي تترقب و تتهرب في أن واحد من المحضر القضائي الذي ابلغها منذ أيام قليلة فقط بتحركه غدا الاثنين مسخرا القوة العمومية لإخلاء الشقة ذات غرفتين و مطبخ الكائنة ب18 نهج وريدة مداد بالقصبة و التي تشغلها ذات العائلة منذ سنة 1962 بموجب عقد كراء كانت تحرص العائلة منذ أزيد من 48 سنة على تسديد مستحقاته للملاك الثلاثة الخواص الذين تعاقبوا على العمارة التي توجد بها الشقة المتنازع عليها. عائلة برحمة التي تفا جئت بالمحضر القضائي الذي جاء يبلغها قرار الطرد بأمر من المحكمة هي التي أنصفتها العدالة بقصر العدالة بباينام أربع مرات على التوالي وأكدت لها المحامية التي تغيبت عن المحاكمة في جولتها الخامسة دون أن تعلمها بتاريخ الجلسة والتي تمت فصولها بمحكمة رويسو آن كل المؤشرات والدلائل في صالحها وأن لا شيء يدعو للقلق مادامت العائلة قد سددت مستحقاتها للمستأجرين دون تأخرمن جهة ولأنها لا تملك سكنا أخر بإمكانها اللجوء إليه في حال الطرد ظروف اعتقدت العائلة أن القضاء الجزائري يبني أحكامه عليها . لكن ما كانت تجهله عائلة برحمة هو أن المحامية التي تغيبت عن الجلسة لم تبلغ موكلتها الممثلة في السيدة برحمة باهية بصدور حكم يقضي بطردها من الشقة المتنازع عليها مما لم يمكنها من إيداع طعن في أجاله المحددة لتتفاجىء بعد ثمانية أشهر بقرار تنفيذ حكم يبدو انه إنها كانت أخر من يعلم بصدوره. و بالرغم من أن هذا الحكم الذي بلغت به العائلة بعد فوات الأوان قد رمى بأفرادها السبعة في حالة هستيرية شديدة و هي ترى نفسها مهددة بافتراش أرصفة الشوارع في غياب أي بديل فقد طرق أفرادها باب المسؤوليين المحليين للتدخل قصد تعليق أو على الأقل تأجيل قرار الطرد إلا أن مير القصبة أغلق حسب ذات العائلة كل أبواب الفرج في وجوههم مؤكدا لهم أن لا حق لهم في نصب خيمة في الشارع في حال طردهم لأنه لا يملك هذه الصلاحية وسيسارع بتبليغ الأمن بالأمر لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يسوي وضعيتهم و لو مؤقتا بإسكانهم في أي قبو يقيهم البرد و الأمطار ريثما يفرج ربي عليهم مرددا على مسامعهم ليس لي مثل هذه الصلاحيات للتحرك. عائلة برحمة التي تعول كثيرا على القاضي الأول في البلاد لينقذها من الشارع ومن تلاعبات مالك العمارة الذي ينوي طرد سكانها واحد بعد الأخرهم الذين قضوا أصعب سنوات حياتهم في حي شعبي كالقصبة كان الملاك الجدد يخافون الاقتراب منه لكنهم بالمقابل اعترفوا أنهم لن يستسلموا بسهولة و لن يسلموا في السقف الوحيد الذي يملكونه و حتى لو كان ذلك على أجسامهم فقد ردد احد أفراد الأسرة اليائسة لا نملك سكنا أخر ولا بلدا آخر نلجأ إليه مضيفا لقد تجاوز سن بعضنا الثلاثين سنة ولكم نتزوج بعد تربينا في هذه الشقة وكبرنا فيه وغير مستعدين للتنازل عليها مهما كلفنا الأمر .