أكدت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالأسرة و قضايا المرأة نوارة سعدية جعفر أن التغطية الإعلامية للمرأة تقتصر في الوقت الراهن على المناسبات ولا تكاد تخرج عن هذا الإطار بالرغم من كل المجهودات المبذولة من أجل ترقية مكانة المرأة في المجتمع، وفي سياق أخر أشارت الوزيرة إلى المجهودات المبذولة لدعم المشاركة السياسية للمرأة، حيث تم إيداع مشروع القانون العضوي الخاص بهذا الموضع على طاولة الحكومة، في وقت تؤكد فيه الإحصائيات أن نسبة الحضور النسوي في البرلمان بغرفتيه لا تتعدى 6.94 بالمائة. دعت نوارة جعفر في تدخلها خلال ندوة خاصة بصورة المرأة في الإعلام من تنظيم مجلس الأمة إلى ضرورة تفعيل اهتمام الإعلام بالمرأة ليعكس واقعها ويبرز حقائق وضعها بسلبياته وايجابياته، حيث ترى الوزيرة في هذا الصدد أنه من المهم أن يكون للمرأة السياسية علاقة صداقة مع وسائل الإعلام بغرض نقل واقعها ووضعها، مشيرة إلى ضعف استخدام النساء الموجودات في مراكز القرار لوسائل الإعلام. واستطردت الوزيرة المنتدبة قائلة خلال عرضها للإستراتيجية الوطنية لترقية المرأة»إن التقدم المسجل لصالح المرأة في مختلف المجالات و الذي يسمح للمرأة الاستفادة من السياسات وبرامج التنمية بنفس الشكل مع الرجل لا يبرز كثيرا في التغطية الإعلامية حسب ممثلة الحكومة. وبهذه المناسبة ذكرت الوزيرة المنتدبة بانخفاض نسبة الأمية وارتفاع نسبة التمدرس ونسبة العمالة في أوساط النساء و التحسن النسبي في مجال المشاركة السياسية وتكافؤ الفرص في كل السياسات والبرامج من حيث التخطيط ولإعداد والتنفيذ وتكريس مبدأ المساواة في الدستور بين الرجل و المرأة، غير أنها سجلت أن نسبة النساء في البرلمان لا تزيد عن 6.94 بالمائة في حين تبلغ أكثر من 13 بالمائة في المجالس الولائية. ومن التحديات التي سجلتها الوزيرة أن ارتفاع مستوى التعليم لم يصحبه حضور في الحياة السياسية والعامة وضعف التشكيلات المهتمة بقضايا المرأة، داعية إلى القضاء على أشكال التمييز على أساس الجنس في التوظيف. كما دعت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبحث العلمي سعاد بن جاب الله إلى ضرورة إنشاء خلية متابعة لتحليل كل المقالات و الصور التي تصدر عن المرأة في وسائل الإعلام، وأوضحت أن هذه الخلية التي يجب أن يشرف عليها أخصائيون و مهنيون في المجال تعنى بمتابعة كل الصور و المقالات و الأخبار التي ترد عن المرأة في مختلف وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة. أما وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال حميد بصالح الذي شارك في الجلسة الافتتاحية للندوة فأشار إلى التجربة النموذجية التي قام بها قطاعه في إطار تعليم استعمال الحاسوب للمرأة غير العاملة عبر كل الوطن لتمكينها من النفاذ إلى شبكة الانترنيت. وبعد أن أكد أن العملية لقيت نجاحا في وسط النساء أضاف أن قطاعه استعمل هياكل مختلفة لتكميل العملية التكوينية منها حوالي 2000 دور للشباب، معتبرا ذلك خطوة في مسار تدعيم مكاسب المرأة وتشييد مجتمع المعلوماتية. وشاركت في اللقاء ممثلة عن مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث »كوثر« الموجود مقره في تونس السيدة اعتدال مجبري التي قدمت نتائج بحث خاص بالنوع الاجتماعي والإعلام، وقد تناول البحث الذي قام به المركز سنة 2007 بدراسة 55 بحثا عربيا خاص بالإعلام والمرأة بغرض التعرف على الأسباب التي تجعل صورة المرأة منحصرة في أقطاب ثلاث تجارية وحكومية ودينية. وخلص البحث إلى أن الرجال أكثر حضورا في العمل في المجال الإعلامي وأن وسائل الإعلام في العالم العربي يحكمها الرجال باستثناء قطاع السمعي-البصري في مصر الذي تحكمه 67.6 بالمائة نساء، كما استنتج البحث أن الأسماء البارزة في الإعلام يتصدرها ويحتلها بالأغلبية الرجال بنسبة 80 بالمائة وأن عرض المرأة المكثف في الإعلانات وبعض البرامج الغرض منه استقطاب وشد المشاهدين ليس أكثر.