حرصت اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر التاسع لحزب جبهة التحرير الوطني في تحديدها لطريقة انتخاب المندوبين على ضمان تمثيل كاف للنساء والشباب في المؤتمر في إطار استرتيجية تشبيب وعصرنة الحزب العتيد، فمن المنتظر أن تصل نسبة الحضور النسوي في المؤتمر إلى 17 بالمائة و15 بالمائة من الشباب، كما ترجح عديد من الآراء الحضور النسوي في قيادة الأفلان التي ستنبثق عن المؤتمر التاسع. تعكس التعليمة الأخيرة التي وقعها الأمين العام للأفلان والمتعلقة بطريقة انتخاب المندوبين للمؤتمر التاسع بوضوح رغبة وإرادة القيادة الحالية للحزب العتيد في عصرنة الحزب وتشبيبه، وضمان حضور قوي لفئة الشباب في المؤتمر والمساهمة في صناعة القرار والتمثيل في الهيئات القيادية التي ستنبثق عن المؤتمر مثل المكتب السياسي واللجنة المركزية. ومعلوم أن الأمين العام للحزب العتيد وفي أكثر من مناسبة كان يشدد على ضرورة فتح الأبواب أمام الشباب وتشجيعهم على الانخراط في صفوف الحزب، وهي التعليمات كان يوجهها لأمناء المحافظات في كل فرصة تجمعه بهم مطالبا، مؤكدا في كل مرة على أهمية تواصل الأجيال داخل الحزب، كما لم يتوان عبد العزيز بلخادم على تنصيب فوج عمل لتقديم مقترحات حول توسيع الوجود النسوي في القواعد النضالية للحزب تحسا لصدور القانون العضوي حول المشاركة السياسية للمرأة الذي سيرى النور قريبا، وحتى يكون الحزب في راحة من أمره في حال اعتماد نظام الكوطة في المواعيد الانتخابية المقبلة أي التشريعيات والمحليات المنتظرة في 2012. ولضمان حضور قوي للنساء والشباب في المؤتمر التاسع الذي ستنطلق أشغاله غدا فقد قررت قيادة الأفلان انتخاب مندوب واحد عن كل قسمة، باستثناء قسمات مقرات الدوائر الإدارية التي سيتم فيها انتخاب 3 مندوبين من بينهم المتحصل على أكبر عدد من الأصوات، إضافة إلى امرأة وشاب يتراوح عمره ما بين 20 و30 سنة، وبما أن عدد الدوائر الإدارية في الجزائر يقدر ب542 عدد المندوبين من النساء سيكون 540 إلى جانب النساء الذين سيحضرون بحكم الصفة مثل أعضاء البرلمان وكدا أعضاء الهيئة التنفيذية والمجلس الوطني، وهو ما يؤشر إلى إمكانية حضور ما يزيد عن 600 امرأة إلى المؤتمر أي بنسبة لن تقل عن 17 بالمائة من النساء و14 بالمائة من الشباب باعتبارهم الطاقات الحية والطامحة إلى حمل مشعل مبادئ نوفمبر والحفاظ على ريادة الحزب للحياة السياسية في الجزائر. ولا تستبعد الأصداء الواردة من قيادة الحزب العتيد إمكانية تعزيز التمثيل النسوي في قيادة الحزب التي ستنبثق عن المؤتمر التاسع أي اللجنة المركزية، كما رجحت أن تتضمن أعلى هيئة قيادية أي المكتب السياسي ولأول مرة امرأة.