توج الروائي سمير قاسيمي الذي أقصي مؤخرا من الدور ما قبل النهائي الموسومة من القائمة القصيرة لجائزة البوكرالعربية عن روايته ''يوم رائع للموت '' أمس بجائزة الرواية " الهاشمي سعيداني " في دورتها الجديدة 2009/2010 عن روايته المميزة " تصريح بضياع " الصادرة ضمن منشورات البيت لصاحبها بوبكر زمال. وحسب بيان الجمعية الثقافية الجاحظية التي يترأسها المبدع الكبير الطاهر وطار الذي عاد أمس الأول من رحلة علاجية بباريس " فقد إجتمعت الهيئة المشرفة على جائزة الرواية " الهاشمي سعيداني " في مقر الجاحظية بتاريخ 21 جانفي2010 والمتكونة من الدكتور عبد الحميد بورايو رئيسا والدكاترة أحمد منور ،مصطفى فاسي ، عبد القادر بوزيدة ، إبراهيم سعدي أعضاءا المشرفة على الجائزة الممولة من طرف الطاهر وطار " حيث وبعد المداولات تم الإجماع على منح جائزة الرواية للعمل المعنون " تصريح بضياع " للروائي سمير قاسيمي ، خاصة وأن صاحبها شاب في مقتبل العمر ، ويمثل هذا العمل باكورة إنتاجه الأدبي ، يستحق التشجيع والتنويه بقدراته الإبداعية وإمكانياته الواعدة " كما أضلاف البيان " إلى جانب ذلك أوصى المجتمعون بالتنويه بأهمية عمل " رحيل ..رواية المنفى " لمحمد العيد بهلولي نظرا لقيمتها ككتابة تجريبية تتمتع بشغعرية عالية ، وكذا الإشارة إلى القيمة الأدبية لنص "رحلة طائر المواسم للعيد بن عروس " للتذكير الرواية الأولى للمبدع الشاب سمير قاسيمي الموسومة " تصريح بضياع " تناول موضوع السجن وأحوال نزلائه ، وهي رواية حسب القراءة الأولى لها تدخل فيما تعارف على تسميته بأدب السجون وهي بالتالي أول رواية جزائرية تكتب في هذا النوع من الكتابات التي برعت فيها أسماء عربية شهيرة على غرار عبد الرحمان منيف، صنع الله ابراهيم وغيرهما ممن جعلوا من السجن موضوعا رئيسا لأعمالهم. يسرد الراوي بطريقة السيرة الذاتية قصة غريبة تبدأ حين رغب البطل في استخراج وثيقة (تصريح بضياع) ليجد نفسه يخوض تجربة السجن في سجن الحراش، أين يجد أجوبة على أسئلةٍ استغرقت حياته التي وصفها بالدائرة المفرغة، وتتقاطع هذه القصة مع قصص كثيرة تمتع القارىء من جهة وتبني الرواية بشكلٍ لم نعهدهُ في الرواية الجزائريةِ الجديدة، بحيثُ يمزجُ الروائي بين الواقعيةِ والكتابة الصحفية والعبثيةِ بأسلوب يحافظ على جزائريةِ الكتابة.. ''تصريح بضياع'' رواية من شأنها أن تمنح لصاحبها مكانةَ متميزةً بين صخب الروائيينَ الجددْ إذا ما أعطيت حقها من العنايةِ والنقدِ اللذين تستحقهما، سيما وأنها تخرج عن الخط الاعتيادي ونمط الكتابة المستهلك من قبل الروائيين الجدد، ولأنها بالتأكيد أول رواية جزائرية تكتب في أدب السجون.