طلب سمير قاسيمي إعادة النظر في عملية تنظيم الجوائز الأدبية الجزائرية، واختيار أسماء بارزة في عالم الرواية والنقد، ضمن لجان التحيكم وكذا تجنب تقديم الجوائز مناصفة مثلما يحدث مع جائزة »علي معاشي« للمبدعين الشباب. وأضاف قاسمي في منتدى الإبداع الأدبي أول أمس بالمركز الثقافي الإسلامي، أنه لم تحترم جائزة تنسب إلى الرئيس بوتفليقة وتحمل اسم الشهيد »علي معاشي« من خلال عدم الإعلان عن اسماء أعضاء لجنة التحكيم من جهة، وتقديم الجوائز مناصفة في كل مرة من جهة أخرى، متسائلا عن »تساوي المستوى في كل مرة؟«. وحول نقطة الجوائز الأدبية دائما، قال المتحدث أن حصوله على جائزة »الهاشمي سعيداني« التي ترعاها جمعية »الجاحظية« يجبره على العمل أكثر بحيث لا يمكنه الآن انتاج عملا أقل مستوى من عمليّه السابقين، مضيفا أنه سيعمل على تخطي النقائص التي وجدها في روايتيه عن طريق التجربة السردية التي سيتحلى بها خلال مسيرته الأدبية. سمير قاسيمي الذي ظفر بجائزة ''الهاشمي سعيداني'' عن روايته »تصريح بضياع« التي صدرت عن جمعية البيت للثقافة والفنون، واختيرت روايته »يوم رائع للموت« التي صدرت عن منشورات الاختلاف والدار العربية للعلوم ضمن اللائحة الطويلة لجائزة البوكر، لتكون بذلك أول رواية جزائرية يتم اختيارها، اعتبر نفسه حكاء وليس روائيا وهو في انتظار صدور روايته الثالثة »هلابيل« لكي تكرسه كروائي. وفي هذا السياق، قال سمير قاسيمي أنه على الكاتب ان يقتنع بصفة الروائي ومن ثم يقنع بها الآخرين، موضحا أنه يصبو إلى انجاز عمل منفرّد والخروج من الطابع الذي تتحلى به الرواية الجديدة في العالم العربي والتي تهتم بالأسلوب واللغة وتتجاهل الحكاية في حد ذاتها. واعتبر قاسيمي أن رواية التسعينيات اعتمدت على البطل المثقف والحديث عن سنوات الإرهاب وكأنها سير ذاتية لا تفرق بين الراوي والروائي، مضيفا أن هناك العديد من الروائيين الشباب حاولوا الخروج من هذا النمط من الكتابة. في إطار آخر، تناول سمير مواضيع أخرى من بينها قضية الإقصاء التي يتعرض لها الروائيون الجزائريون من طرف العديد من الجهات، فقال أن الإقصاء أصبح ممارسة في حق جيل الكتاب الحالي، كما تطرق أيضا إلى النقد فقال أنه بمفهومه الأكاديمي غير موجود في الصحف الجزائرية بفعل تضييق المساحة عليه، مضيفا أن النقد لايساير الحركة السريعة للأدب الجزائري بالأخص الشعر منه. قاسيمي تحدث أيضا عن علاقة الكاتب بما يحيطه من متغيرات وواقع، واعتبر ان الكاتب يعبر عما يعيشه ويعطي الأمل للقارئ، نافيا وجود رسالة للكاتب تجاه مجتمعه، بالمقابل ستصدر للكاتب الطبعة الثانية لروايته »تصريح بضياع« وكذا رواية جديدة بعنوان »هلابيل« تحكي على لسان ست شخصيات من العامة، قصة مخطوط اكتشف سنة 1830 بالجزائر وكتب في القرن السابع بقلم خلقون بن مدى عن السيرة الذاتية لمعلمه الوافد بن عياد.