عقد أمس، كلّ من وزير الطاقة والمناجم، شكيب خليل، ووزراء البترول المشاركين في ندوة جي أن أل 16 بوهران، اجتماعا مغلقا بعد الافتتاح الرسمي لأشغال منتدى الدول المصدّرة والمنتجة للغاز في طبعته العاشرة، والذي من المقرّر أن يخرج بنتائج حاسمة تتعلّق بتحقيق الموازنة في أسعار الغاز المتدهورة حاليا وضبط آليات العرض والطلب والفصل في اقتراح تأسيس كارتل الغاز، حيث تقدّمت الجزائر بدراسة وجملة من الاقتراحات، بين تردّد في الموافقة أو الرفض من قبل كبريات الدول المنتجة للغاز مثل روسيا وقطر وإيران. تتوجّه جميع أنظار العالم، نحو ما سيخرج به الاجتماع المغلق الذي عقده وزراء الطاقة للدول المصدّرة والمنتجة للغاز نهار أمس، بعد الإعلان الرسمي عن افتتاح الفوروم في طبعته العاشرة، في موعده المبرمج في جدول أعمال ال جي أن ال 16 والذي لم يتأثّر بأزمة الملاحة الجويّة، إذ كان بلوغ النصاب فيما يتعلّق بوزراء البترول كافيا لعدم تأجيله ومن المشاركين فيه، وزير البترول الروسي سيرغي شماتكو ووزير البترول القطري عبد الله العطية ونظيره الإيراني مسعود مير كاظمي، مع الإشارة إلى أنّ الدول المعنية بهذه الندوة في طبعتها العاشرة هي كلّ من الجزائر، روسيا، قطر، إيران، مصر، فينزويلا، نيجيريا، بوليفيا، غينيا الاستوائية، ليبيا، وتوباغو وهي من أكبر الدول المنتجة والمصدّرة للغاز المسال دوليا، مع مشاركة 4 دول كملاحظ وهي النرويج وأنغولا واليمن وهولندا. وينتظر أن يفصل هذا الاجتماع في ملفات هامّة بخصوص وضع استراتيجية طويلة المدى حول الإنتاج والموازنة ما بين العرض والطلب لرفع أسعار الغاز والخروج من بوتقة الأسواق الحرّة غير التعاقدية المعروفة باسم »سبوت«، حيث تحدث شكيب خليل في كلمته الافتتاحية صباح أمس، نحو الخطوط العريضة التي سيتناولها الاجتماع، ملّحا على ضرورة الخروج بقرار جماعي لتغيير ملامح سوق الغاز دوليا والتدقيق على ضبط الأسعار من خلال توجيه احتياطات كبريات الدول المنتجة والمصدّرة..، مع إمكانية التعاون مع باقي المنتديات العالمية فيما يخصّ الصناعات الغازية والاستثمارات في مجال التسويق والغاز. وأشار خليل إلى المشاريع الاستثمارية الكبرى للدول التي يمكن أن تصبح سيّدة القرار النافذ في رفع أسعار الغاز مستقبلا مثل روسيا، ومن بين المحاور الهامّة المدرجة في جدول أعمال الندوة العاشرة، هي الاتفّاق على تأسيس كارتل للغاز شبيه بمنظّمة أوبيك، لكنّ كلّ المؤشّرات حسب المختصّين تؤكّد أنّ هناك تردّدا في هذه النقطة بالذات من قبل الدول الفاعلة منها روسيا التي ترى أنّ قرارات رفع الإنتاج والتسويق تبقى سيادية، لكنّها وقطر وإيران لا يعارضون الخروج بقرار جماعي فحواه رفع الأسعار وذلك من خلال آليات سيفرزها الاجتماع المغلق الذي تقدّمت فيه الجزائر بدراسة حول وضعية سوق الغاز واقتراحات على المدى البعيد. هذا وتأجّل الإعلان عن الافتتاح الرسمي للندوة الدولية ال 16 للغاز المميّع إلى غاية السادسة من مساء أمس، وليس الثالثة مثلما صرّح به خليل سابقا، وذلك بعدما تمّ تأجيله عن موعده الأصلي الأحد 18 أفريل، بسبب تعليق وإلغاء معظم الرحلات الجويّة القادمة نحو مطار السانيا الدولي، جرّاء السحب الرمادية الكثيفة المنبعثة من بركان إيسلاندا منذ الجمعة الفارط، ولم يتمكّن من الوصول إلى وهران إلاّ 1800 مشارك من بين 4 آلاف في الأصل، حيث التحقت أوّل أمس، طائرتان من مطاري برشلونة ومرسيليا على متنها آخر المشاركين، وتختّص ندوة جي أن أل16 بالتباحث حول التكنولوجيات الحديثة المستعملة في مجال البحث والتنقيب والإنتاج والتسويق وتبادل الخبرات من قبل ممثّلي 62 دولة، في مجال الأمن الصناعي كذلك وتطوير الصناعات الغازية والاستثمار في الطاقة في ظلّ الأزمات الدولية واكتشاف الطاقات البديلة إضافة إلى رهانات تطوير سوق الغاز. ندوة ال جي أن أل 16 وفّرت فضاء لعقد اتفاقيات وصفقات ما بين الدول المشاركة، منها حلول نحو 50 شركة بترولية الشهر الداخل بوهران لعقد صفقات في مجال الطاقة، حيث شاركت حوالي 200 شركة عن أكبر المجمّعات العالمية الطاقوية في المعرض المتخّصص الذي انطلقت فعالياته هذا الأحد.