افتتحت مساء أمس أشغال وفعاليات الندوة الدولية ال16 للغاز الطبيعي المميع بالقاعة الكبرى لمركز الاتفاقيات بوهران، بحضور خمس دول وهي قطر، فنزويلا، اليمن وروسيا، بالإضافة إلى الجزائر، حيث تقرر تقليص الأشغال إلى يومين بعد التأخر الذي شهده انعقاد الندوة بسبب اضطرابات حركة الملاحة الجوية. وقد سبق انطلاق هذه الندوة، افتتاح أشغال المنتدى العاشر للدول المصدرة للغاز، التي حاول خلالها السيد شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم، تحسيس زملائه الوزراء بأهمية مراجعة الأسعار واللجوء إلى خفض الإنتاج وإيجاد صيغة عادلة لتوازن الأسعار مع العرض والطلب في الأسواق العالمية الحرة للغاز. وقد وجد هذا الصدى لدى وزير الطاقة القطري السيد عبد الله بن حامد العطية الذي أبدى بعض الليونة من خلال تأكيده على وجوب إيجاد آليات لسعر حقيقي للغاز والعمل على إيجاد صيغ ملائمة لاستقرار سوق الطلب والعرض في الوقت الذي قال فيه وزير الطاقة الروسي بأنه من الصعب جدا تخفيض الإنتاج للتأثير على استقرار الأسعار التي لا تتعدى في أقصى الحالات 4 دولارات في الأسواق الحرة، وذلك بعد تمكن الولاياتالمتحدةالأمريكية من إيجاد تقنيات جديدة سمحت لها باستغلال العديد من الآبار الأمر الذي جعلها تستغني كلية عن الإنتاج العالمي وتكتفي بالمنتوج المحلي وهو ما خلق نوعا من الفوضى في السوق العالمي الذي أصبح فيه العرض أهم وأكبر من الطلب ولكنه أكد أن جميع البلدان الأعضاء في المنتدى متفقة على ربط سعر الغاز بسعر البترول، وتدعو إلى مواصلة المجهودات ومضاعفتها لتحقيق ذلك. السيد كشيب خليل حاول جاهدا إقناع زملائه في فوروم الدول المصدرة للغاز بأن السعر المرجعي المثالي للغار هو سدس سعر برميل البترول بعدما كان يحتسب في السابق بالعشر ليصبح سعره الآن يعادل 5¥ وهو الأمر الذي لا يخدم أصلا البلدان المنتجة التي يجب أن تعمل كل ما في وسعها للوصول إلى اتفاق بخصوص تخفيض الإنتاج أو رفع سعره حتى في الأسواق الحرة إلى الضعف (8 دولارات على الأقل). وإذا كان اجتماع وزراء الدول المصدرة والمنتجة للغاز يعرف نفس الظروف المالية التي مر بها إنتاج البترول سنتي 2006/2007 في السوق العالمي فإن سوق سعر الغاز يعرف في هذه المرحلة - كما قال السيد شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم- نوعا من سوء التنظيم وقلة الانسجام والتنسيق ما بين الدول المنتجة والمصدرة لهذه المادة الحيوية في التنمية العالمية خاصة بعد توصل كبريات الشركات الأمريكية الى اكتشاف تقنيات جديدة مكنتها من عرض منتوج إضافي في الأسواق العالمية الشيء الذي أثر على الأسعار وجعلها تتدحرج إلى أقل من 4 دولارات في الكثير من الأحيان لتصل إلى غاية 3 دولارات في الأسواق الحرة وذلك على حساب الصفقات العالمية طويلة المدى التي يتم التفاوض في عقودها على سعر مرجعي للدول الأوروبية لايقل عن 8 دولارات. وفي هذا الإطار تسعى الجزائر إلى تنسيق الجهود والأعمال مع شركائها من المنتجين خاصة دولتي قطر وروسيا وإلى ضرورة تفهم هذا الوضع الذي يؤثر على التنمية. للعلم فإن فوروم الدول المنتجة للغاز يضم 11 دولة عضو من بينها روسيا بصفتها أول منتج عالمي لهذه المادة ثم إيران وقطر حيث تمتلك هذه الدول ما يعادل 60¥ من الاحتياطي العالمي. وقد قرر منتدى الدول المصدرة للغاز التوجه نحو ربط سعر الغاز بالبترول حسب البيان الختامي الذي تلاه رئيس المنتدى السيد شكيب خليل عقب اختتام أشغال الدورة العاشرة للمنتدى. وفي هذا الصدد أوضح السيد خليل أن هدف ربط سعر الغاز بالبترول ''شكل أصعب نقطة تم التطرق إليها خلال الاجتماع للتوصل إلى إجماع كل الدول الأعضاء وبلورة استراتيجية والآن لدينا رؤية على المدى البعيد''. ومن جهة أخرى قرر منتدى الدول المصدرة للغاز عقد أول قمة له سنة 2011 دون تحديد البلد الذي سيحتضن هذا اللقاء رفيع المستوى. كما أقر المنتدى رمزه الرسمي باقتراح من الجزائر.