صرّح وزير الطاقة والمناجم، شكيب خليل، أوّل أمس، أن السعر المناسب للغاز سيكون محور أشغال اجتماع وزراء الطاقة الذي سيعقد اليوم ودعا إلى تحديد سعر الغاز وفق الأسعار الحالية للنفط، موضحا أنّ الجزائر سترفع من حصّتها الإنتاجية للغاز إلى أكثر من 50 % ابتداء من سنة 2012 وإلى غاية 2015 من خلال مشاريع هامّة لتصدير الغاز. ومن بين تلك ما ذكره الوزير، مشروع ميدغاز الذي سيتكفل بتصدير 8 مليار متر مكعّب من الغاز سنويا إلى أوروبا وآخر قيد الدراسة يخّص تصدير نفس الكمّية نحو إيطاليا، فضلا عن مشاريع البحث والتنقيب والتمييع بكلّ من أرزيو وسكيكدة، ليرتفع حجم تصدير الغاز الجزائري إلى أكثر من 60 مليار متر مكعّب سنويا، مؤكّدا أنّ ندوة جي أن أل 16 لن تلغى بسبب ما حدث من تذبذب في الملاحة الجويّة. اضطّر أمس، وزير الطاقة والمناجم، إلى افتتاح المعرض المتخصّص بمركز عقد الاتفاقيات محمد بن أحمد بوهران، في غياب ثلثي الوفود العالمية التي تخلّفت عن الحضور إلى قمّة جي أن ال 16 التي كان مزمعا عقدها أمس، وذلك بسبب إغلاق أغلب المطارات الأوروبية لمجالاتها الجويّة وتعليق وإلغاء عدّة رحلات جويّة، جرّاء تأثيرات بركان إيسلاندا والسحب الرمادية البركانية الخطيرة على الملاحة الجويّة، وكان افتتاح شكيب خليل برفقة بعض وزراء الطاقة، للمعرض المتخصّص الذي تشارك فيه 200 شركة عن مجمّعات طاقوية عالمية من 40 جنسية منها 25 شركة جزائرية، حفظا لماء الوجه لما حدث خارج الإرادة، ولحسن الحظّ كان أغلب العارضين قد حضروا في وقت مبكّر إلى مركز عقد الاتفاقيات من أجل التعريف بشركاتهم للغاز والبترول وتبادل الخبرات في مجال البحث والتنقيب والإنتاج والتسويق وكذا استعمال التكنولوجيات الحديثة في هذا المجال، وظلّت الأنظار مشدودة نحو مطار السانيا الدولي إلى غاية زوال أمس، حيث أكّد مسؤولون بشركة الخطوط الجويّة الجزائرية، أنّه بالإمكان حضور بعض الوفود في "رحلتين قادمتين من مطاري برشلونة ومرسيليا"، أين لم تتأثّر الأجواء هناك كثيرا بالسحب البركانية، فيما يبقى مجيء باقي الوفود من مطارات لندن وباريس وأورلي، معلّقا بمدى تحسّن الأحوال الجويّة، ولهذه الأسباب تمّ تأجيل الافتتاح الرسمي للندوة الدولية للغاز المميّع في طبعتها 16 إلى غاية زوال اليوم على الساعة الثالثة حسب تصريح وزير الطاقة والمناجم، شكيب خليل، مع الإشارة إلى أنّ كلّ الوفود التي تمكنّت من الوصول يوم الأحد كانت من مطاري دبي ومدريد، وكان الرئيس المدير العام بالنيابة لمؤسّسة سوناطراك، قد صرّح أنّ ثلثي المشاركين لم يصلوا من بين 4 آلاف مشارك، إلاّ أنّه هوّن من تأثير هذا التخلّف على أشغال منتدى الدول المصدّرة والمنتجة للغاز في طبعته العاشرة والذي سيشارك فيه 11 وزيرا للطاقة، حضر أغلبهم إلى وهران، وبالتّالي فإنّ موعد المنتدى سيبقى على ما هو عليه حسب شكيب خليل، وهو المعوّل عليه في تباحث رفع أسعار الغاز دوليا إلى 12 دولار ووضع استراتيجية طاقوية والتهيكل في منظمّة شبيهة بالأوبيك، نظرا لانخفاض أسعار الغاز في السوق الحرّة وفقا لقانون العرض والطلب وتدنّيها إلى 4 دولار فقط، قائلا "أنّ أحسن سعر للغاز هو سعر البترول حاليا. هذا وصرّح خليل في ندوة صحفية زوال أوّل أمس، عقبت ندوة عبد الحفيظ فغولي الرئيس المدير العام لسوناطراك، أنّ الجزائر تسعى لرفع إنتاجها للغاز بمعدّل يفوق 50 %، عمّا هو عليه الآن، حيث من المتوقّع تصدير الجزائر أزيد من 60 مليار متر مكعّب سنويا ما بين سنتي 2012 و2015، على أن يتّم رفع الإنتاج ابتداء من شهر جويلية من السنة الجارية، وربط شكيب خليل تصريحاته استنادا إلى جملة المشاريع الهامّة المسجّلة بأجندة سوناطراك، منها مشروع ميدغاز أو الأنبوب الثالث الذي سينطلق العمل به ابتداء من شهر جويلية المقبل بطاقة تصدير 8 مليار متر مكعّب سنويا نحو أوروبا وبعقود طويلة المدى، ومن جملة المشاريع الهامّة كذلك التي أشار إليها شكيب خليل، هي تدارس مشروع آخر بطاقة تصدير 8 مليار متر مكعّب نحو إيطاليا، زيادة على مشروعي سكيكدة وأرزيو لتمييع الغاز ما معناه رفع الإنتاج والتصدير إلى أكثر من 60 مليار متر مكعّب سنويا، مضيفا أنّ تأسيس منظّمة للغاز على غرار الأوبيك مرتبط بقرارات سياسية أكثر منها اقتصادية، إلاّ أنّ خبراء اقتصاديون أكّدوا أنّه ليس من مصلحة الجزائر رفع سقف الإنتاج نظرا لوجود خلل في العرض والطلب وبالتّالي فإنّ زيادة العرض ستؤدّي إلى انخفاض في الأسعار وليس رفعها خصوصا وأنّ طاقات بديلة تهدّد ثروة الغاز منها الفحم كطاقة متجدّدة.