صرح وزير الطاقة والمناجم، شكيب خليل، أمس، أن التغيرات التي تشهدها السوق العالمية للغاز وتدني الأسعار بشكل كبير، فرضت على الدول المنتجة والمصدرة للغاز التفكير بشكل جدي في كيفية تجاوز هذه المشاكل، من خلال إيجاد معادلة تقوم أساسا على العدل بين الدول المنتجة والمستهلكة، بعيدا عن الإسقاطات المستقبلية التي تمثل أهم العراقيل في وجه تطور سوق الغاز الدولية أسعار الغاز تراجعت من 12 دولارا في 2007 إلى 4 دولارات للوحدة الغازية اليوم وأوضح خليل، خلال الكلمة الافتتاحية التي ألقاها بمناسبة انعقاد المؤتمر العاشر للدول المنتجة والمصدرة للغاز، الذي عرف مشاركة ممثلين ووزراء عن 11 دولة عضو، أنه لا بد أن يشكل الاجتماع خطوة هامة تتيح اتخاذ قرارات صائبة من شأنها خلق استقرار السوق، الذي يشهد تدنيا كبيرا في الأسعار، حيث انخفضت سعر الوحدة الغازية بنسبة 50 بالمائة خلال العامين الماضيين. وشدد الوزير على ضرورة تجاوز الدول الأعضاء جميع المشاكل والاختلافات للتوصل إلى حلول جادة، مضيفا أن السوق الغازية عرفت تشبعا كبيرا في الآونة الأخيرة، خاصة بعد بروز قوة اليمن في تصنيع الغاز الطبيعي المميع، ما يستدعي دراسة شاملة وحقيقية للوضع الراهن لتدارك انخفاض الأسعار، التي باتت لا تتجاوز 4 دولارات للوحدة الغازية، بعدما كان سعر الوحدة خلال سنة 2007 نحو 12 دولارا، هذا إلى جانب تضاعف تكاليف إنتاج الغاز نتيجة ارتفاع الطاقة الإنتاجية لجميع الدول المصدرة والمنتجة. وركز خليل، خلال إشرافه على افتتاح المنتدى، على أهمية عقد شراكة متينة بين الدول الأعضاء، خاصة وأنها تملك أكثر من 75 بالمائة من الاحتياطي العالمي للغاز وتؤمن 45 بالمائة من الإنتاج العالمي، وكذا ضرورة تضافر جهود هذه الدول والتمسك بالقرارات التي تتمخض عن المنتدى للتحكم في سعر الغاز، الذي بات يعرف فوضى نظرا لغياب ميكانيزمات حقيقة قادرة على ضبط الإنتاج والأسعار، لاسيما بعد تطوير الولاياتالمتحدةالأمريكية لصناعاتها الغازية، وباتت تشكل قطبا غازيا يملك احتياطيا ضخما للغاز الطبيعي، ومساهمتها في تطوير الصناعة الغازية بدون عقود. وعن المنتدى العاشر للدول المنتجة والمصدرة للغاز، قال خليل إنه جاء في مرحلة حساسة وجد مميزة، بالنظر للتطورات الراهنة في الصناعة الغازية بجميع أنواعها بفضل التطور التكنولوجي من جهة، والاكتشافات الجديدة لحقول الغاز من جهة أخرى، لذا حضرت الجزائر دراسة لتقييم حصيلة العرض والطلب في السوق العالمية على المدى المتوسط، وبحث الوسائل التي ستسمح بالتوصل إلى تحديد سعر عادل للغاز الذي شهد مؤخرا تراجعا هاما. وقد سجل المنتدى العاشر الذي انعقد أمس مشاركة 5 وزراء للطاقة بالدول الأعضاء، وهم وزير الطاقة الروسي، سيرجي شماتكو، وزير البترول القطري، عبد الله العطية، وزير الطاقة الإيراني، غلام حسين نوذري، وزير البترول المصري، سامح فهمي، ووزير الطاقة النيجيري، لقمان ريلوانو، وكذا نائب وزير الطاقة الفنزويلي ووفد وزاري ليبي، إلى جانب ممثلين عن الدول الملاحظة والمتمثلة في النرويج، اليمن، أنغولا وهولندا، وبعض الدول المدعوة كدولة كازاخستان. وتجدر الإشارة إلى أن منتدى الدول المصدرة للغاز يتكون من 11 دولة عضو، هي الجزائر، ليبيا، مصر، أندونيسيا، الإمارات، روسيا، إيران، نيجيريا، قطر، ترينيداد توباغو، ماليزيا، إلى جانب دول ملاحظة هي هولندا والنرويج. مبعوثة “الفجر” إلى وهران: راضية. ت