دقّت تقارير الأطباء المختصين ناقوس الخطر، بعد سجلت الجزائر أزيد عن 1468 مصاب بمرض الهيموفيليا نهاية مارس 2010، حيث أجمعوا على أن عدد حالات المصابين بهذا المرض والتي لم يتم تشخصيها لغاية اليوم في الجزائر تنحصر بين 600 و2000 حالة وهو رقم خطير تضاعف بفعل انعدام الإمكانيات لتشخيص المرض في بعض المناطق إلي جانب غياب الوعي الصحي لدى المواطنين. قالت رئيسة قسم الأطباء بالمركز المرجعي للتكفل بمرض الهيموفيليا ببني مسوس البروفيسور بلهاني مريم خلال لقاء احتضنه منتدى يومية المجاهد أمس، أن عدد المصابين بالهيموفيليا الذين لم يتم تشخيص مرضهم لغاية اليوم يبلغون بين 600 و2000 حالة، وفقا لتحقيق تم انجازه خلال السنة المنصرمة، حيث يشير إلى بلوغ معدل الإصابة بهذا المرض 3.9 لكل 100 ألف ساكن، وفي ردها عن عدم إحصاء هؤلاء المصابين بمرض الهيموفيليا، أرجعت المتحدثة ذلك إلى بعدهم عن المراكز الصحية في بعض المناطق عبر الوطن، أو عدم بلوغ الإصابة درجة حادة أو حتى قلّة الإمكانيات، قبل أن تؤكد عدم استفادة هذه الفئة غير المسجلة ضمن قائمة المصابين من العلاج بما يؤدي بهم نحو المجهول والموت في صمت. وفيما يخص عدد المصابين الذين تم إحصاؤهم ويتوفرون على بطاقة خاصة بهم، قالت المختصة إلى أنه تم تسجيل ما يقارب 1500 مصاب 856 من بينهم يعانون من تعقيدات حادة للمرض ويعتبرون من الفئات النشطة بالمجتمع، وأن نصف المصابين تم الكشف عن مرضهم قبل بلوغهم سنتين من العمر مستندة على قائمة تم وضعها ومتابعتها عن طريق الإعلام الآلي، كما تم اكتشاف 10 بالمائة من بينهم خلال الختان و17 بالمائة خلال إصابتهم بنزيف و13 بالمائة من بينهم كانوا يشتكون من ألم المفاصل و14 بالمائة بفضل التحقيق الذي تم انجازه لهذا الغرض. الأستاذة بلهاني رئيسة اللجنة الوطنية للمصابين بالهيموفيليا، قالت أن عدد المراكز التي تتكفل بالمصابين بالهيموفيليا وطنيا لا تتعدى 11 مركزا متواجدا بشمال البلاد والتي تتوفر على عوامل الدم 8 و9 الموجهان لعلاج المصابين، وهو ما سمح بتكوين 217 مريضا وأوليائهم حول كيفية التكفل بالمرض والعلاج بالحقنة عند الإصابة لتفادي نزيف دموي يؤدي إلى احتمال مضاعفات معاكسة، أما عن مخطط العلاج الذي باشرته الدولة، كشفت الأستاذة أن الجزائر استوردت خلال السنة الفارطة 30 مليون وحدة علاجية، وهي كمية وصفتها بالكافية مقارنة مع السنوات الماضية التي قدرت ب 12 مليون وحدة خلال سنة 2007 ولكن يبقى ذلك غير كاف، بالنظر إلى أن المرض إذا تفاقم سيكلف لعلاج مريض واحد تصل إلى 1 مليون أورو. وهو ما شاطرها الأستاذ عبد اللطيف بن سنوسي رئيس مصلحة طب الأطفال بنفس المؤسسة الاستشفائية فيها الفكرة، حيث دعا إلى ضرورة تقنين وتنظيم كل ما يتعلق بمرض الهيموفيليا الذي يعتبر مرض وراثي يصيب الذكور فقط وينتقل لهم عن طريق الكروموز »ايكس« للام، لاسيما أن الدولة صنفته ضمن الأمراض اليتيمة ورصدت ميزانية خاصة له، لكن -يضيف المتحدث- أنه بتقنين مرض الهيموفيليا يمكن التكفل به بصفة جيدة، قبل أن يشير إلى فعالية طريقة العلاج »بروفيلاكتيك« والتي تعمل به كثيرا من الدول المتقدمة لمحاصرة تفشي المرض الذي يتطلب إمكانيات ضخمة.