أكّد الرئيس المدير العام لشركة »قطر غاز« المشاركة في المعرض الدولي المتخصّص بندوة »جي أن أل 16« التي أسدل الستار على أشغالها بوهران أمس، أنّ قطر ستصبح الدولة رقم واحد في إنتاج وتصدير الغاز خلال السنتين المقبلتين، كما أشار خبراء إلى وجود صعود تنافسي لأستراليا التي ستتحوّل على المدى القريب إلى عملاق الغاز غير التقليدي بالعالم، وبالتّالي فإنّه من الأفضل أن يحدث تكامل اقتصادي عربي- عربي للتحكّم في أسعار الغاز. تمّ مساء أمس، اختتام أشغال الندوة الدولية ال 16 للغاز المميّع في طبعتها ال 16، المنعقدة على مدى أربعة أيّام بمركز عقد الاتفاقيات بن أحمد محمد شرق وهران، بعد أن تمّ تقليص المداخلات المتواصلة منذ أوّل أمس، والتي كانت مبرمجة بأزيد من 40 مداخلة، بسبب تعذّر حضور عدد كبير من الوفود العالمية نتيجة بركان ايسلاند، وقد تواصلت الورشات التقنية والزيارات الميدانية للمنطقة الصناعية أرزيو، والصالون المتخصّص في عرض المجمّعات البترولية العالمية لمنتوجاتها والتكنولوجيا الحديثة التي تستعملها في البحث والتنقيب والإنتاج والصناعة الغازية الذي شاركت فيه أكثر من 190 شركة من 40 جنسية من بينها 25 شركة جزائرية، وكانت إحدى الشركات الكبرى المشاركة في هذا المعرض الذي انطلق منذ الأحد الفارط، هي شركة »قطر غاز« التي أكّد الرئيس المدير العام لها، أنّ قطر ستصبح الدولة رقم واحد في إنتاج الغاز على المستوى العالمي بعد سنتين من خلال ما وصلت إليه من تكنولوجيات حديثة في مجال الصناعة الغازية، حيث من المتوقّع أن يرتفع سقف إنتاجها إلى 77 مليون طنّ سنويا مع حلول سنة 2012، مع الإشارة إلى أنّ قطر من أكبر الدول المنتجة والمصدّرة للغاز على المستوى العالمي إضافة إلى روسيا وإيران والجزائر التي تحتّل المرتبة الرابعة بحيازتها على احتياطي كبير، كما أكّد المشاركون في ندوة جي أن أل 16، أنّ عملاقا آخر في طريقه نحو الاستفاقة على المدى القريب أو المتوسّط وهو أستراليا التي تتوجّه نحو استثمار العديد من المشاريع في مجال البحث وإنتاج الغاز غير التقليدي، وبناء على ذلك يذكر الخبراء أنّ موازين القوى غير ثابتة مستقبلا، وأنّ سوق الغاز ستتغيّر ملامحها خصوصا وأنّ رئيس الولايات المتحدّة الأمريكية، باراك أوباما، قال أنّ بلده لن تستورد قطرة غاز مع حلول سنة 2020. وتشير التوقّعات إلى ارتفاع حجم العرض مقارنة بالطلب، فضلا عن التوجّه نحو طاقات أخرى بديلة ومتجدّدة وهذا ما لا يخدم الجزائر التي تركّز على الاكتشافات وتستثمر في الغاز، وتبعا لكلّ هذه المعطيات، دعا مدراء مجمّعات بترولية ومختصّون في الاقتصاد الطاقوي، إلى ضرورة إحداث تكامل اقتصادي عربي، عربي يعمل على انتشال سعر الغاز ممّا هو عليه الآن ما بين 3.8 إلى 47 دولار فقط وربط سعره بسعر البترول بمعدّل السدس مع حساب الكميّة الحرارية. قمّة الغاز جي أن أل في طبعتها ال 16 بوهران، خرجت بقرارات هامّة إلى حدّ ما بعد الاجتماع الذي عقده وزراء البترول للدول المنتجة والمصدّرة للنفط، كما أتاحت الفرصة لإبرام صفقات كبيرة وعقود هامّة ما بين مجمّعات عربية وروسية من جانب وجزائرية من جانب آخر، من بينها صفقة شركة غاز بروم الروسية التي أبرمت صفقة مع سوناطراك وشركة سيو للزيوت العالمية مع شركة بيتروفاك الجزائرية لإنشاء مصنع بالصحراء ستزوّده كلّ من إيطاليا وفرنسا بالمعدّات قبل نهاية 2010.