أعلن أمس عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عن إطلاق عملية تجديد الهياكل القاعدية للحزب في جوان المقبل، وهي العملية التي ستسبقها حملة تحسيسية لشرح نتائج المؤتمر التاسع وقراراته في الفترة الممتدة من 8 إلى 22 ماي الجاري، كما قررت قيادة الأفلان إرجاء فتح باب الانخراط في صفوف الحزب إلى ما بعد الانتهاء من تجديد الهياكل حتى لا يتم تسخير الإنخراط لحساب استحقاقات 2012. حمل خطاب الأمين العام للأفلان أمس في جلسة العمل التي جمعته بالمشرفين الذين سيتولون الحملة التحسيسية لشرح نتائج المؤتمر التاسع، تهديدات صريحة بالتعامل مستقبلا بصرامة مع المتمردين على خيارات المناضلين التي عبروا عنها في المؤتمر التاسع، لأنهم لم يجدوا مكانا لهم في الهيئات القيادية للحزب العتيد مثل اللجنة المركزية والمكتب السياسي. وانتقد بلخادم بشدة المنطق والأسلوب الذي يصر هؤلاء على التعامل به في كل استحقاق حزبي، قائلا»المساومة من أجل التموقع والتهديد بالتكتل لن تجدي نفعا مستقبلا«، وذهب بعيدا في رسائله الموجهة إلى هؤلاء بالقول «إن التكتلات التي يهددون بها والإشاعات التي يطلقونها واستنفار الوساطات، أساليب لا تخيف»، مؤكدا أنه لن يرضخ لهذا النوع من الضغوط والأساليب التي وصفها بغير الأخلاقية والتي سعى البعض لاستعمالها قبل المؤتمر الأخير للتموقع، ودعا إطارات الحزب إلى التخلي عن الأنانية والتفكير وتجاوز منطق الأحادية الحزبية لأن هذه التكتلات ومثلما يؤكد بلخادم تضعف الحزب ولا تقويه وأن من يرغب في الوصول إلى المناصب والمواقع عليه بالعودة إلى القواعد لتنتخبه وليس باستعمال الإشاعات والتكتلات، مشيرا إلى أن الأفلان حزب لا مكان فيه للزعامات وأن المناصب محل تداول، فلا مناصب دائمة دوام الدهر، مثلما يؤكد الأمين العام للأفلان. وطلب بلخادم من المشرفين استغلال ذكرى أحداث 8 ماي المقبل لإطلاق الحملة التحسيسية، مشيرا إلى أن تعليمة مكتوبة وجهت إلى أمناء المحافظات لتوفير الإمكانيات الضرورية لتنظيم لقاءات لإحياء الذكرى والتي ستكون مناسبة لشرح نتائج وقرارات المؤتمر التاسع لا سيما مستجدات القانون الأساسي وبرنامج الحزب، وأمهل الأمين العام للأفلان القيادات التي تتولى هذه المهمة إلى 22 ماي الجاري ، للانتهاء من اللقاءات التي سيعقدونها على مستوى المحافظات والتي ستضم أعضاء مكتب المحافظات والقسمات ونواب الحزب في البرلمان والمنتخبون على مستوى كل ولاية، وشدد على ضرورة أن تشمل هذه اللقاءات لاحقا إطارات من خارج الحزب لاستقطابهم من أجل الالتحاق في إطار سياسة الانتشار التي وضعتها قيادة الحزب على رأس الأولويات واستحدثت لها وظيفة جديدة في المكتب السياسي وهي العضوية، وقد خصص الأسبوع الأخير لشهر ماي، مثلما أكد بلخادم لتقييم العملية. وبالنظر لحساسية عملية تجديد الهياكل التي سيشرع فيها الحزب في جوان المقبل، ولما لها علاقة مباشرة بالاستحقاقات الانتخابية المقبلة المرتقبة في 2012، فقد قرر بلخادم إرجاء عملية فتح أبواب الانخراط إلى ما بعد الانتهاء من تجديد الهياكل حتى لا يتم تسخيرها للترشيحات المتعلقة بالانتخابات المحلية والتشريعية لسنة 2012.