شهدت ولاية تيزي وزو منذ بداية السنة الجارية أزيد من 15 حركة احتجاجية، نتيجة لسوء الأوضاع التي أخرت عملية التنمية في منطقة القبائل ،مع عدم قدرة المسؤولين التكفل بمشاكل المواطنين بهذه الولاية الغنية بمواردها . و أمام تفاقم المشاكل و غياب التنمية المحلية لم يجد أهالي منطقة القبائل سوى الاحتجاج ليعبروا عن استيائهم للأوضاع المزرية التي تعيشونها بالقرى و المداشر ، وحسب تصريحات رئيس المجلس الشعبي الولائي محفوظ بلعباس ل" صوت الأحرار "بخصوص التأخيرات التي تشهدها منطقة القبائل أكد بان السبب هو أن الولاية تتكون من بلديات و قرى كثيرة و لا يمكن لمصالحه استيعاب كل النقائص و المشاكل التي تعاني منها بعض القرى خاصة وان الولاية تتميز بطابعها الجبلي الصعب واحتواءها على67 بلدية و 1400 قرية ما يشكل عائقا في بعض الأحيان لإيصال كل من الغاز و الكهرباء و حتى المياه مؤكدا في السياق ذاته بأن السلطات المحلية تعمل جاهدة لتحسن المستوى المعيشي للسكان . و حسب بعض المواطنين ممن تحدثت إليهم " صوت الأحرار" ا فإن أوجه المقارنة بين ما عرفته البلديات خلال العهدة الماضية لم تشهد تطورات في مجال التنمية المحلية ، فلا تزال جميع البلديات لم تتخلص بعد من المشاكل فالطرقات مهترئة منها طرقات المدينةالجديدة بتيزي وزو فجميعها حفر و أتربة أنهكتها حركة المرور التي هي بحاجة للتهيئة و الترميم وتمثل بعض البلديات نموذجا على هذه الوضعية التي شوهت من منظرها الطبيعي ، أضف إلى ذلك الانتشار الفوضوي للنفايات عبر مختلف البلديات و حتى الأحياء الرئيسية لبعض المدن الكبرى التي تعكس عجز السلطات المعنية التكفل بهذه المشاكل. وعليه أبدى المواطنون تخوفهم من انتشار الأمراض و الأوبئة وحسب بعض أراء المنتخبين السابقين فقد ارجعوا بروز هذه الظاهرة إلى انعدام الوعي الحضري لدى السكان و عدم قيامهم بمبادرات جماعية لتفادي الوقوع في أخطار صحية محتملة خاصة لدى الأطفال فالظاهرة و إن كانت عامة إلا أنها تبدوا بصورة أكثر وضوحا ببلدية تيزي وزو التي تشكوا معظم أحياءها بما فيها الحديثة النشأة من الغياب الكلي للنظافة و انعدام التهيئة و الصيانة حتى أن الزائر لها يعتقد و كأنه مر على إنجازها قرن و هو ما ينطبق على 35 مسكن بشارع كريم بالقاسم الذي أصبحت تحيط به الفضلات و القمامات من كل الجهات حتى وصل الأمر إلى داخل العمارات فضلا عن المياه المتسربة من هاته الأخيرة و لعله من أهم المشاكل المطروحة بهذه الولاية تتمثل في نقص مياه الشرب و كذا الغاز. و نتيجة لتأخر عجلة التنمية بمنطقة القبائل لم يجد المواطنون سوى حل واحد هو الاحتجاجات و غلق مقرات البلديات و الدوائر . يذكر أن تيزي وزو شهدت في الفترة الممتدة مابين شهر جانفي و بداية مارس مالا يقل عن 15 احتجاجا و كان أخره الذي شهدته بلدية تادميت و دائرة مكودة مع بداية الأسبوع الحالي.