أكد عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أن الحزب بحاجة إلى هيئة يقظة تضطلع بدور استشاري الهدف منه تزويد أعضاء المكتب السياسي بالمعلومات الكافية حول ما يحدث داخل وخارج الأفلان، هذه الهيئة في تصور بلخادم لا يجب أن يكون لها دور رقابي ويجب أن تكون بعيدة كل البعد عن المفهوم البوليسي، ومن هذا المنطلق ستساهم في تزويد الحزب بمعلومات على غرار باقي الهيئات ولجان المساندة التي تم إقراراها خلال الدورة الثانية للجنة المركزية. أشرف الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم أمس على تنصيب كل من لجنة الشباب والرياضة والترفيه التي يرأسها الهاشمي جيار عضو اللجنة المركزية ووزير الشبيبة والرياضة، كما قام بلخادم بتنصيب هيئة اليقظة التي يشرف على التنسيق بين أعضائها عضو اللجنة المركزية مصطفى معزوزي وكذا تنصيب لجنة الإصلاحات الكبرى والمؤسسات التي يرأسها بلعاليا بلحواجب عضو اللجنة المركزية، حيث تندرج هذه العملية في إطار استكمال هيئات الدعم والمساندة على المستوى المركزي والتي تم شرح مهامها وأهدافها وتركيبتها أثناء تقديم الوثيقة في الدورة الأخيرة للجنة المركزية. وفي هذا السياق أكد الأمين العام للحزب أن تنصيب هيئة اليقظة يأتي في مرحلة جد مهمة، مشيرا إلى أن هذه الهيئة لا تعد في أي حال من الأحوال هيئة موازية لهيئات نظامية أقرها القانون الأساسي لحزب جبهة التحرير الوطني، باعتبار أن اللجان أو الهيئات التي يتم تنصيبها هي استشارية ترمي إلى تجسيد الهدف إما في الهياكل أو في النضال الحزبي. واستطرد الأمين العام قائلا »إن هيئة اليقظة ليست رقابية، في السابق عندما كان الأفلان هو الحزب الحاكم، كان من الطبيعي أن تكون له هياكل رقابية، إن هيئة اليقظة سيستعان بمخزونها البشري لتقويم وتقييم ما هو كائن، خاصة وأن حزبنا وصل إلى تجربة كافية في تسيير دواليب الحكم في عهد التعددية، وبالتالي لا يجب أن نكرس الرقابة بالمفهوم البوليسي، يمكن أن تفهم اليقظة بمعنى عين على الهيئات الحزبية، هي لجنة تسهر على صحة الحزب وعلى استباق الأحداث قبل وقوعها وقبل أن يكون هناك أي خلل«. واستدل بلخادم في هذا الصدد بمثال عن حدوث أي مشكل في محافظة معينة، هنا تتدخل هيئة اليقظة لتسوية المعضلة واحتواء أي أزمة قد تحدث على مستوى الهياكل أو القواعد النضالية. بلخادم دعا المناضلين إلى تحقيق توازن بين الوجود المادي الذي يكرس المصلحة الشخصية والضيقة للمناضل وبين الوجود الروحي الذي يجعله ينشط بروح الجماعة وبتناسق من أجل المصلحة العليا للحزب وهذا هو عين النضج السياسي. وأكد الأمين العام أن مناضلي الأفلان مسؤولون عن ما أسماه التحول الكيفي على جميع المستويات، سواء تعلق الأمر بأمانة التنظيم، العضوية، أو على مستوى اللجان أو هيئات الدعم والمساندة لتمكين الفكر الجبهوي من الانتشار والاحتفاظ بالريادة في جميع الاستحقاقات. أما فيما يتعلق بعملية تجديد الهياكل الحزبية، فقد حذر بلخادم من تزوير الانتخابات بكل أشكاله ومساندة المترشحين على أساس جهوي أو بناء على مصالح شخصية بما يفقد الصندوق مصداقيته والاعتماد على الكفاءات والقدرات الشخصية من أجل اعتلاء مناصب المسؤولية في الحزب سواء كان ذلك على مستوى القسمات أو المحافظات. كما دعا بلخادم المناضلين إلى الابتعاد عن كل التأويلات الخاطئة التي من شأنها أن تثير الفتنة بين أبناء الحزب، وفي هذه النقطة أشار المتحدث إلى طريقة اختيار أعضاء المكتب السياسي والتي اعتمد فيها شخصيا منطق مراعاة التوازنات الجهوية والذي قال إنه مفروض عليه بحكم تقاليد الحزب العتيد وهذا بالرغم من كونه يرفضه رفضا تاما. أما عن لجنة الإصلاحات الكبرى، فقد أكد بلخادم أن هذه اللجنة التي تضاف إلى عشر لجان أخرى لها مهام أفقية وتحضر العمل في دائرة من دوائر اختصاص أعضاء المكتب السياسي من أجل عرضها على المكتب السياسي. هذه اللجنة الخاصة بالإصلاحات والمؤسسات اعتبرها الأمين العام جوهرية ولها دور حيوي بالنظر إلى أهمية هذا القطاع الذي يشمل كل مؤسسات الدولة من برلمان وولاية وبلدية، وغيرها من المؤسسات بالإضافة إلى كون اللجنة تختص بدراسة كل الميادين التي تهم المواطن من تربية، فلاحة، عدالة وغيرها من القطاعات في البلاد، واغتنم المتحدث الفرصة لتوجيه تعليمات للمناضلين القائمين على هذه اللجنة متمثلة في ضرورة العمل على إنجاز تصور حول كل المواضيع بما فيها التجربة الديمقراطية في الجزائر.