تتواصل فعاليات عكاظية الشعر الشعبي الجزائري، بدار الثقافة رشيد ميموني بولاية بومرداس، تحت شعار»تراث وآداب« بحضور مدير الثقافة بالولاية مختار خالدي، مدير دار الثقافة بن زاف عبد المجيد، بالإضافة إلى رئيس الرابطة الوطنية للأدب الشعبي توفيق ومان. ثمّن رئيس الرابطة الوطنية للأدب الشعبي توفيق ومان مجهودات وزارة الثقافة لدعمها لمثل هذه النشاطات الثقافية التي تهتم بحماية الإرث الثقافي المادي والمعنوي اللفظي الشفهوى، هذا خلال العكاظية المنعقدة بدار الثقافة رشيد ميموني أمس، التي جمعت مجموعة من الأدباء والشعراء، حيث أشار توفيق ومان للتطور الملحوظ بالساحة الثقافية مما جعل من الشعر الشعبي هو الآخر يواكب هذا التطور من أجل المحافظة على ثراتنا وإبداعاتنا لأنهما جزء مرتبط بالهوية العربية. كما قال انه يحمل هموم هذا الإرث من أجل أن يبقي شاهد على تاريخ حضارة عريقة جزائرية دون أدنى شك. أما الأستاذ فرحان صالح كاتب وناشر من لبنان الذي ألقى وجهة نظره المتعلقة بالتراث الشعبي من خلال مداخلته المعنونة ب» السياسة المدنية والشعر الشعبي«، حيث قال » الشعر الشعبي اليوم يروج لثقافات مستلبة، مغربة، تبريرية لثقافة لم تسع من أجل خلق رافعة تضيف إضافاتها إلى معارف الجيل الذي سبق « مضيفا، أنه لا يتم تحقيقه إلاّ من خلال تحديد بعض المفاهيم وتأسيس علاقات تصنع موضوعاته الأجيال لخلق تراكم الإنتاج والمتطلبات المادية والمعرفية. كما اعتبر فرحان أن السياسات بشكل عام سيطرت على كل شيء من أرض وسماء وحتى الأقمار الاصطناعية التي تدل في حد قوله على القوة العلمية التي وصلت إليها الشعوب«كما نوه بما تعانيه الشعوب العربية من السيطرة السياسية التي خلقت العديد من الكوابح وكانت سببا في إخراج مجتمعاتنا من دائرة الزمن، مشيرا إلى أنهما يتسببا في التخلف كونهما »عدوان« لمصالح مجتمعاتنا في التعاون والتنمية . وقد دعا المحاضر إلى وجوب مواجهة ذلك من خلال السيطرة العلمية على حاجيات المستقبل التي قال عنها أنها مدخل للتغيير المجتمعي التنويري ومكافحة التفاوت الاجتماعي، كما دعا لعدم التخلي عن لغة السيادة والاستقلال لأنها مدخل للتفكيك السياسي والاقتصادي واللغوي في كل المجتمعات العربية. من جهته أشار الأستاذ عبد الحميد طوبال صاحب» المنجد الملحون « خلال محاضرته حول»حروف أبجد والشعر الملحون« إلى اعتماد الكثير من الشعراء على الحروف الأبجدية ذات الترتيب المغربي سواء في تأريخ قصائدهم أو في توقيعها و يعود هذا الترتيب إلى العهد الساميين في الترتيب العبري الأوّلي، وقد عرج طوبال الحديث عن الألفاظ والكلمات التي تعود إلى أسماء لملوك عهد سيدنا شعيب عليه السلام، كما ذكر بعض الشعراء الذين تميز شعرهم كونه وثيقة تاريخية رمزت عن تاريخهم وأسمائهم ، مثل بوعلام المنداسي، محمد بن أمسايب، سيدي لخضر بن خلوف وغيرهم كما طرح مشكلة القرصنة التي مست هؤلاء الشعراء إلاّ أن غير العارف لحروف الأبجد وقع في الخطأ بعد أن اكتشف أمره. كما تتواصل أفعال العكاظية التي يستمتع من خلالها الجمهور البومرداسي بالموروث الشعبي من خلال أمسيات شعبية يلقيها شعراء المنطقة. تحت أحضان الخيمة العربية الأصيلة التي جمعت عشاق الشعر الشعبي حاملا في طياته الكلمة المعبرة العذبة التي زادت في أشم الأصالة الجزائرية منذ سنوات فارطة، ولازالت كونها موروث ضخم حمل ألسُن مختلفة المناطق في وجدان واحد حسّاس دون أي تزييف، لأنه بصدق جمعته عكاظية الشعر الشعبي الجزائري وحملت همومه وأفراحه ليصبح إبداعا خالصا متميزا.