تعتزم الرابطة الوطنية للأدب الشعبي تنظيم الطبعة الثالثة من الملتقى العربي للأدب الشعبي من 23 إلى 25 أبريل القادم، بمشاركة حوالي 13 دولة عربية ستعكف على مناقشة إشكالية المكان في القصيدة الشعبية بما فيها القصيدة النكتة، الحجاية، البوقالة وكلّ ما هو موروث شعبي وكذا تأثير المكان على هذا النوع الإبداعي، إلى جانب تكريم الشاعر الكبير مصطفى تومي والدكتور أحمد أمين. وحسب الشاعر توفيق ومان رئيس الرابطة فإنّ الدورة الثالثة لهذا الملتقى ستعرف مشاركة كل من تونس، ليبيا، المغرب، موريتانيا، السودان، الإمارات العربية المتحدة، السعودية، الأردن، فلسطين، لبنان وسوريا. وفي عدّه للأسماء المشاركة ذكر ومان كلا من الشاعر الحجاية من الأردن، فيصل بركاتي من السعودية، محمود ناجي من فلسطين، الإدريسي من المغرب، التونسي عبد اللطيف المرزوقي والليبي علي الدنقلي، بالإضافة إلى المشاركة الجزائرية من خلال نخبة من الشعراء على غرار أحمد بوزيان، عائشة مجاهد والأكاديميين المتخصّصين في الأدب الشعبي. وضمن تقليد التكريمات التي دأبت عليها الرابطة، يكرّم الملتقى خلال هذه الدورة الشاعر الكبير مصطفى تومي صاحب رائعة "سبحان الله يا لطيف" وكذا الدكتور أحمد أمين، وفي هذا الصدد يقول ومان لوكالة أنباء الشعر العربي "مصطفى تومي كان له باع طويل في الاهتمام بالقصيدة الشعبية ويشهد الجميع على عطائه الكبير، فمن الواجب علينا تكريمه، كما سنكرم الدكتور أحمد أمين وهو أكاديمي متميّز ومختص في أدب الصحراء وهو الذي شرح قصيدة "حيزية" الشهيرة وأعطاها البعد الأكاديمي والفني كما شرح العديد من القصائد التي ذاع صيتها في العالم العربي". وعن مكان انعقاد الملتقى أوضح ومان أنّه لم يتم بعد تحديده، مؤكّدا في نفس الوقت أنّه سيكون برعاية وزارة الثقافة، التي تدعّم الرابطة منذ تأسيسها، وقال "نحن نؤسّس لفعل ثقافي داخل الوطن وخارجه وقد أصبحت الرابطة معروفة على صعيد العالم العربي". أهمّ النشاطات التي نظّمتها الرابطة عدّدها ومان في العديد من الملتقيات المحلية والعربية على غرار مهرجان الشعر الشعبي النسوي الذي سينظّم قريبا طبعته الثالثة، بالإضافة إلى الملتقيات المحلية عبر الولايات، كما وجّه القائد الليبي معمر القذافي دعوة للرابطة للتكريم في ملتقى الأدب الإفريقي، وهذا بعد أن كرّمت الرابطة في تونس بميدالية نجمة للثقافة الشعبية، وأقامت أمسية شعرية بالمغرب وفي لبنان، علاوة على مشاركتها في معرض السعودية وأبو ظبي، وبصفتها ضيف شرف في معرض الدارالبيضاء بالمغرب. المشاركة في مختلف المعارض سمحت للرابطة بإقامة شراكة مع دور نشر عربية، وفي هذا الصدد أصدرت مع دار "الفارابي" بلبنان طبعة مشتركة لدراسة أكاديمية تعرّف بالأدب الشعبي الجزائري وترصد علاقته بالآداب الشعبية على مستوى بعض الدول العربية للدكتور أحمد قنشوبة، وتمّ أيضا طبع 40 عنوانا من دواوين شعرية ودراسات أكاديمية وانطولوجيا، كما وزّعت كتبها من طرف "دار الجيل" اللبنانية المتواجدة على مستوى 35 دولة في العالم، وستصدر في غضون الأسبوع القادم قرصا مضغوطا يضمّ حوالي 19 قصيدة شعبية في 40 دقيقة عن دار "فيسيرا" للنشر والتوزيع، وسيجتمع توفيق ومان شهر مارس الداخل مع الأمين العام للرابطة بالمغرب لبحث إمكانية تنظيم ملتقى مغاربي. الشاعر توفيق ومان تحدّث أيضا عن تكريمه في مهرجان رواد العرب بالأردن إلى جانب الكاتب عبد الرزاق بوكبة والإعلامية فاطمة ولد خصال، وقال "تلقيت دعوة من القائمين على المهرجان وقد تفاجأت بتكريمي في هذا المهرجان من طرف الجامعة العربية بدرع الريادة العربية نظرا للنشاطات التي تقوم بها الرابطة في الجزائر، هم قيّموا العمل الثقافي في العالم العربي في مجالات متعدّدة منها الأدب الشعبي، المهرجان سمح للجزائر أن تفرض قيمتها الأدبية على المستوى العربي حيث أننا صراحة وبدون شوفينية استطعنا أن نبهر الأدباء والعلماء بتصرفات وبمنتوج أدبي حقيقي جزائري يضاهي الإنتاج العربي والعالمي، ومن ضمن النشاطات التي أقيمت في إطار هذا المهرجان أمسية شعرية جمعتنا بشعراء من سلطنة عمان والسعودية، حيث أبدى الحاضرون إعجابهم بالكلمة الجزائرية البسيطة والمعبّرة والذي أدهشني هو أنّهم فهموا الكلمات العامية الجزائرية". وأشار ومان إلى المقترح الذي تقدّمت به الرابطة على هامش المهرجان وهو سنّ قانون خاص بالأدب الشعبي، وأوضح قائلا "عندما اطلعنا على قوانين مديرية الآداب والفنون بالجامعة العربية لم نجد إشارة إلى الأدب الشعبي وعندما طلبوا منا اقتراحات قلت إنّ هناك إجحافا في حق الأدب الشعبي العربي ولابد من الإشارة إليه في قانون هذه المديرية، وقد كان رد كل من رئيس لجنة الآداب والفنون بالجامعة العربية صبحي شحرور والسيد فضل إيجابيا واستطعت أن أقنعهم فوافقوا على تمرير القانون وأصبح بندا لابد على الجامعة العربية أن تحث بموجبه الحكومات والمجموعات المدنية لترقية الأدب الشعبي والمحافظة عليه وتدعيمه باعتباره الموروث الحقيقي للشعوب، ولقي القانون دعما من الوفود التي مثلت قطر، السعودية، الأردن 15 كلهم مع القانون ماعدا دولتين وهما مصر وفلسطين". يبذل الشاعر توفيق ومان ومنذ تأسيسه لرابطة الأدب الشعبي جهودا حثيثة للنهوض بالثقافة الشعبية في بلادنا عبر سلسلة من الملتقيات والنشاطات التي تقيمها الرابطة سواء داخل العاصمة أو خارجها، وأضاف في حديثه للوكالة أنّ هناك نشاطا كبيرا في دول الخليج في هذا المجال، ويوجد عدد كبير من الشعراء الذين يكتبون الشعر النبطي وهذا شيء رائع، مبديا غيرته من دول الخليج التي خصّصت قنوات فضائية لهذا النوع من الأدب على غرار قناة "شاعر المليون"، بينما نجد العكس في بعض الدول العربية التي لا تعير اهتماما بالموروث الشعبي ومسحت ثقافتها الشعبية وبالتالي طمست هويتها، وتعتبر الجزائر -حسب ومان- من الدول الرائدة في مجال الاهتمام بالأدب الشعبي والدفاع عن الموروث غير المادي. وللإشارة فإن الطبعة الأولى كانت في عام2007 في إطار تظاهرة الجزائر عاصمة للثقافة العربية وشارك فيها آنذاك خمس دول عربية في حين شارك في الطبعة الثانية التي كانت عام 2009 ثماني دول عربية.