دعا السفير الصحراوي في الجزائر إبراهيم غالي باريس لأن تلعب دورا إيجابيا في حل النزاع في الصحراء الغربية والمساهمة في تصفية الاستعمار بها، والكف عن استعمال الفيتو في مجلس الأمين الدولي ضد حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، هذا في وقت جدد فيه المفوض السامي للاجئين انطونيو غوتيرس التأكيد بأن المفوضية السامية اللاجئين ستواصل تقديم المساعدات للصحراويين إلى غاية العودة إلى وطنهم، وهو رد صريح على مساعي الرباط ومناوراتها الهادفة إلى محاصرة اللاجئين الصحراوين بتندوف زاعمة أنهم محتجزين لدى جبهة البوليساريو. قال السفير الصحراوي بالجزائر إبراهيم غالي أنه يأمل بأن تكف فرنسا عن استعمال حق الفيتو في مجلس الأمن ضد حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، وأعرب غالي في لقاء تضامني مع الشعب الصحراوي نظمته الجبهة الوطنية الجزائرية بالعاصمة، أول أمس الخميس، تزامنا مع الإعلان عن ميلاد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، عن أمله بأن تقوم منظمة الأممالمتحدة بمسؤوليتها لكي تواصل عملية تصفية الاستعمار إلى نهايته و تمكن الشعب الصحراوي من تقرير مصيره،و في نفس السياق الإتحاد الأوروبي إلى الكف عن المساهمة في نهب ثروات الشعب الصحراوي من خلال الامتناع عن توقيع اتفاقيات حول الثروات الطبيعية للصحراء الغربية ما دمنا أمامنا عملية تصفية الاستعمار، كما أضاف، داعيا كل المنظمات الدولية المهتمة بحقوق الإنسان إلى مواصلة نداءاتها من أجل إطلاق سراح السجناء الصحراويين لا سميا مجموعة الستة الذين دخلوا في إضراب عن الطعام منذ أكثر من أربعين يوما. وفيما أثنى السفير الصحراوي على مبادرة الجبهة الوطنية الجزائرية واختيارها شهر ماي الذي انه حافل بالأحداث التاريخية عرفها كفاح الشعب الصحراوي منذ 37 سنة و الذي تميز بإعلان ميلاد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب و إصدار بيانها التأسيسي يوم 10 ماي 1973 ضد الاستعمار الإسباني و إطلاقها أول رصاصة ضد الإسبان يوم 20 ماي من نفس السنة، لتليها يوم 21 ماي 2005 انطلاقة انتفاضة الاستقلال في مواجهة الاحتلال المغربي، استنكر إبراهيم غالي تماطل المغرب و عرقلته لجهود السلام، مضيفا انه سيأتي اليوم الذي تتغلب عليه إرادة الشعب الصحراوي و إرادة أحرار العالم و يدخل في مفاوضات جيدة. وكانت حركة موسى تواتي قد نظمت أول أمس الخميس بفندق السفير بالعاصمة الجزائرية وقفة تضامنية مع القضية الصحراوية، حضرها مناضلو وإطارات الجبهة وعدد من الشخصيات السياسية والثقافية والإعلامية المدعوة والسفير الصحراوي بالجزائر، وألقى رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية كلمة أكد من خلالها دعم ومساندة الحزب لكفاح الشعب الصحراوي، تماشيا مع روح ومبادئ وقيم ثورة أول نوفمبر، ودعا تواتي منظمة الأممالمتحدة إلى لعب دورها في حماية الشرعية الدولية من اجل تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير طبقا لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة. وخلافا للحملة التي تقوم بها الرباط لتشويه الحقائق والادعاء بان اللاجئين الصحراويين بتندوف هم » مجرد محتجزين لدى جبهة البوليساريو..«،جدد المفوض السامي لمفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيرس التأكيد على أن المفوضية السامية للاجئين ستواصل تقديم المساعدة الإنسانية للاجئين الصحراويين حتى يعودوا إلى بلدهم،وأكد غوتيرس خلال حديث مع وفد صحراوي بجنيف يضم المنسق الصحراوي مع المينورسو أمحمد خداد ورئيس الهلال الأحمر الصحراوي يحي بوحبيني، أن المفوضية السامية للاجئين ستواصل تقديم المساعدة الإنسانية للاجئين الصحراويين حتى يعودوا لوطنهم، وحسب وكالة الأنباء الصحراوية فإن الحديث دار حول تعزيز إجراءات الثقة بين جبهة البوليساريو والمغرب والعراقيل التي يضعها هذا الأخير أمام استئناف برنامج تبادل الزيارات بين العائلات الصحراوية برعاية مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين، حسبما أكد نفس المصدر. و من جهته أطلع الوفد الصحراوي المفوض السامي للأمم المتحدة بآخر تطورات القضية الصحراوية خاصة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف المغرب في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية،مع العلقم أن المسؤول الأممي كان قد أوضح في شهر سبتمبر الماضي بأن برنامج تبادل الزيارات بين العائلات الصحراوية سيحظى باهتمام أكبر من قبل المفوضية، وأن هذا البرنامج مكن لحد الآن من استفادة 8.000 عائلة في حين تبقى 40.000 عائلة أخرى في انتظار الاستفادة من هذا البرنامج حسبما ذكرت الوكالة، وقال غوتيرس في هذا الصدد بأن هذه الزيارات التي تتم لحد الآن فقط عبر الرحلات الجوية التي أعتبرها مكلفة جدا أمام محدودية الإمكانيات ستعمل بشأنها المفوضية بجهد كبير من أجل فتح طريق بري معبد في القريب العاجل وبالتالي بذل جهد أكبر لتوسيع هذا البرنامج الذي سيحظى بارتياح اللاجئين الصحراويين، كما أشار إلى أن المفوضية بصدد محاولة تعبئة الموارد من اجل الأوضاع الإنسانية التي أهملتها المجموعة الدولية، مؤكدا أن مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين تعتبر وضعية اللاجئين الصحراويين »منسية« من طرف المجموعة الدولية.