اعتبر السفير الصحراوي بالجزائر، إبراهيم غالي الانتخابات المغربية التي نظمها المغرب في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية "استفزاز خطير وتهديد لأمن واستقرار المنطقة وتحد سافر للمواثيق الأممية ولإرادة التعاون من الطرف الصحراوي"، مؤكدا أن عدم تحرك الأممالمتحدة يعد تواطؤا. أوضح الدبلوماسي الصحراوي الذي كان يتحدث في منتدى القناة الثانية للإذاعة الوطنية أن إدماج المناطق المحتلة من الصحراء الغربية في انتخابات مغربية عملية يحاول المغرب من خلالها أن يدفع بالأمور نحو وضعية تصعيدية"، مضيفا أن "عدم تحرك الأممالمتحدة" على هذه المسألة هو "سكوت عن عملية إجرامية غير شرعية". وذكر السفير أن الصحراء الغربية توجد حاليا تحت إدارة دولية، وأكد أنه من المفروض على الأممالمتحدة أن "تفرض وجود إدارتها للمنطقة على المغرب بضغط محسوس"، وحسب الدبلوماسي الصحراوي فإن عدم وجود رد فعل للأمم المتحدة في هذا الموضوع يعتبر "ضمنيا تواطؤا"، واصفا الموقف ب "غير المقبول من المنطق الدولي". من هذا المنطلق، دعا غالي المواطنين في الأراضي المحتلة إلى عدم المشاركة في الانتخابات، منددا بالتهديدات وب"محاولات إخراج المواطنين من بيوتهم لإجبارهم على تسجيل أنفسهم" التي تقوم بها السلطات المغربية. ووظف السفير لغة تهديدية، حيث اعتبر أن الشعب الصحراوي اليوم "على مشارف الخط الأحمر" في نزاعه مع المحتل المغربي. وقال إن "لصبر الشعب الصحراوي حدود وعلى الأممالمتحدة تثمين روح التعاون" لجبهة البوليساريو منذ 1988 و"عدم الاستهزاء بها لأن صبر الشعب الصحراوي على وشك النهاية". وقال غالي إن "بشاعة رد فعل الاستعمار المغربي على انتفاضة الشعب الصحراوي لا يختلف عن بشاعة الاستعمار الفرنسي للجزائر أو الاستعمار الأمريكي للفيتنام وإسرائيل لفلسطين"، مضيفا أن المملكة المغربية "حاولت وستحاول من جديد فرض الواقع الاستعماري من خلال اللف والدوران". وفي نفس السياق، اعتبر السفير الصحراوي أن الأممالمتحدة أمام خيارين أولهما أن تمارس ضغط على المغرب لدفع الأمور للتقدم بتطبيق قرارات مجلس الأمن وتخلق حرية للشعب الصحراوي من أجل أن يعبر عن اختياره وتقرير مصيره وثانيهما أن تترك الأمور "تسير إلى التصعيد". وأكد السفير أن الشعب الصحراوي "قدم بما فيه الكفاية من التنازلات للأمم المتحدة وهو اليوم غير مستعد لتنازلات إضافية، وأوضح أن المملكة المغربية تريد أن تستفتي الشعب الصحراوي حول سؤال واحد يتعلق بموقفه من الحكم الذاتي وهذا -- حسبه -- "لا يتوافق مع طبيعة النزاع". ومن جهة أخرى، تطرق إبراهيم غالي إلى وضعية الصحراويين المعتقلين في السجون المغربية والبالغ عددهم 47 معتقلا سياسيا، موضحا أن هناك 10 مساجين مضربين عن الطعام منذ 60 يوما "يوجد 3 منهم في حالة خطيرة بين الموت والحياة"، داعيا المنظمات الدولية لحقوق الإنسان إلى "التدخل والتنديد بهذا الوضع". وأوضح السفير الصحراوي أنه سيتم عقد اجتماع الجزائر ليومي 20 و21 جوان الجاري لتدارس الأوضاع في الصحراء الغربية ووضعية حقوق الإنسان فيها، مطالبا بتوسيع صلاحيات مهام المينورسو لتشمل حماية حقوق الإنسان بعد أن جدد التأكيد أن "فرنسا هددت باستعمال حق الفيتو ضد الأخذ بعين الاعتبار البعد الإنساني للنزاع في الصحراء الغربية"، معتبرا أن اكتفاء مجلس الأمن بالإشارة إلى وضعية حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة "بداية لتناول الموضوع بجدية". وقال غالي إنه "نتيجة احتدام النقاش في مجلس الأمن حول حقوق الإنسان وضرورة إدخال ديناميكية من أجل إيجاد حل هو الذي فرض على المبعوث الشخصي للامين العام للأمم المتحدة التفكير في القيام بجولة أخرى إلى المنطقة بعد جولته الأخيرة، متوقعا أن تكون الجولة القادمة هذه الصائفة.