قام وزير الشؤون الدينية أبو عبد الله غلام الله نهاية الأسبوع الماضي بزيارة لفرنسا التقى خلالها بالسلطات المحلية لمدينة ليون، وممثلين عن الجالية الجزائرية وتتزامن زيارة غلام الله مع مساعي باريس المتوالية مؤخرا لتدارك التوتر مع الجزائر، لعودة بالعلاقات إلى وضعها الطبيعي. شارك وزير الشؤون الدينية والأوقاف على هامش الزيارة التي قادته اليومين الماضيين إلى مدينة ليون الفرنسية، في أشغال ندوة الأئمة والخطباء ندوة نظمها مسجد ليون الكبير، كما شارك على رأس الوفد الهام الذي رافقه في الزيارة ضم بالإضافة إلى إطارات من الوزارة ممثلين عن جمعية العلماء المسلمين في ملتقى حول »الأسرة المسلمة في أوروبا«، وشكلت زيارة غلام الله إلى فرنسا، والتي لم تتسرب حولها الكثير من المعلومات، فرصة كان فيها للوزير نشاطا مكثفا حيث التقى ممثلين عن الجالية الجزائرية بالمهجر، وزار مسجد ليون الكبير ومقرات جمعيات مسيحية، كما أجرى محادثات مع منتخبين فرنس. وفي ظل عودة التوتر إلى واجهة العلاقات بين الجزائر وباريس على خلفية استدعاء السفير الفرنسي كزافييه دريانكور قبل أسابيع ، لإبلاغه احتجاج الجزائر على رفض العدالة الفرنسية وقف دعوى ضد الدبلوماسي محمد زيان حسني، انتقل وزير الشؤون الدينية لمدينة تور الواقع بإقليم »سانت مارن« شمال باريس أين عاين يوم الجمعة ماضي رفقت المنتخبين المحليين للمدينة وممثلين عن الجالية والجمعيات الإسلامية المحلية تقدم أشغال إنجاز مسجد بالمدينة، واستغل مجلس الديانة الإسلامية بفرنسا فرصة لقاء غلام الله لطلب هبة مالية من الدولة الجزائرية لاستكمال أشغال انجاز مسجد المدينة واكتفى غلام الله في رده على هذا الطلب بالقول »سنحاول«. وابدي غلام الله، عقب تبادل الحديث مع المصلين في المسجد، ارتياحه لوضعية الجالية الجزائرية المقيمة في المدينة. وختم وزير الشؤون الدينية والأوقاف زيارته لبلدية تور بحضور مأدبة غداء أقيمت بمقر جمعية الإنجيليين بحضور ممثلين عن الجالية المسلمة والجمعيات الإسلامية بالمدينة ورئيس بلدية المدينة، وألقى غلام الله بالمناسبة، أكد فيها على الانسجام الذي سجله بين أبناء الجالية الجزائرية وأبناء باقي الطوائف الدينية المقيمين في مدينة تور، وشدد غلام الله على القول »بأن الديانة قضية خيار وبجرد تحولها إلى عامل للمعارضة تفقد وظيفتها، وثمن رئيس بلدية تور موقف وزير الشؤون الدينية ، حيث وصف كلمة غلام الله بالحكيمة. ولعل الملفت للانتباه أن زيارة غلام الله إلى فرنسا تتزامن مع الهزات المتوالية في الآونة الأخيرة التي تشهدها العلاقات بين الجزائر وباريس والتي تسبب فيها وزير الخارجية الفرنسي بتصريحاته الشاذة، وكذا رفض فرنسا الاعتراف بجرائمها الاستعمارية في الجزائر.وهو الوضع الذي دفع باريس إلى تكثيف محاولة إخراج الإليزي من ورطته الدبلوماسية مع الجزائر.