أكد الأمين العام الأسبق للأفلان عبد الحميد مهري أول أمس، أن هدف جبهة التحرير الوطني عند اندلاع الثورة كان لم شمل كل الجزائريين، قائلا في الوقت نفسه إنه من واجبنا اليوم أن نفكر في إستراتيجية تسمح لنا بلم الشمل وجمع القوى لمواجهة التحديات. أوضح مهري في مداخلته بمناسبة الندوة التاريخية لتخليد ذكرى رحيل العلامة البشير الإبراهيمي بولاية برج بوعريريج، وهو يذكر بخصال العلامة الذي قال بأنه تعرف عليه خلال سنوات الثورة ، أنه برغم السنوات الحالكة الطويلة التي عاشتها الجزائر تحت نير الاحتلال الفرنسي والدسائس المتنوعة لتشويه الإسلام، إلا أنها أنتجت أعلاما كبارا مثل الإبراهيمي وابن باديس وغيرهم، ممن فهم الإسلام وأخذ منه وجهه الصحيح، مما يدل على أن هذه البلاد قادرة على العطاء، مؤكدا أن الإبراهيمي كان يملك رصيدا فكريا وأدبيا غزيرا كان له أثره الكبير في مسار الكفاح الوطني. من جهة أخرى أشار مهري أن ارتفاع عدد الطلبة الجامعيين الذي قفز إلى مليون و 300 ألف طالب اليوم، يتطلب البحث عن كيفيان واستراتيجيات كفيلة باستغلال هذه الطاقات الهائلة، والتي تحتاج إلى من يبسط إليها يده، مشددا بضرورة بناء اقتصاد فعال بعيدا عن الاعتماد على دخل المحروقات التي قال المتحدث بشأنها بأنها آيلة للنفاذ، ولذا يجب الاستثمار في هذه الطاقات البشرية لبعث مسار التنمية. وفي ذات السياق اعتبر مهري أن جزائر اليوم تختلف عن جزائر الأمس، وبرأيه لا يمكن تسيير البلاد بنفس السياسة المنتهجة في تلك الفترة، حيث قال في ذات الخصوص، كل شئ تغيّر ومن واجبنا التفكير في إستراتيجية جمع الشمل وجمع القوى لمواجهة التحديات المستقبلية، مذكرا بمقولة الإبراهيمي »من يستطيع بناء دولة وحده؟«. كما أكد عبد الحميد مهري، أنه لا يمكن فصل الجوانب الفكرية للعلامة البشير الإبراهيمي عن نضال الشعب الجزائري من أجل بناء دولة حديثة، لأن هدف جبهة التحرير عند اندلاع الثورة كان جمع كل الجزائريين، مثمنا في الوقت نفسه رصيد الراحل الفكري والأدبي وأثره على ثورة التحرير.