اعتبر الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني عبد الحميد مهري أن ''الخلاف الحاصل بين الفلسطينيين يعد نقطة ضعف المقاومة الفلسطينية''، بالنظر حسبه إلى ''انعدام إستراتيجية كاملة لمواجهة العدو''، وهو جوهر الخلاف بين حركتي فتح وحماس، إضافة إلى ما أطلق عليه '' الاختلال والتواطؤ'' الفاضح في تصرف بعض الأنظمة العربية تجاه القضية الفلسطينية، الذي أدى بالآلة الحربية الإسرائيلية للتمادي في جرائمها، داعيا الشعب الفلسطيني إلى دراسة معمقة لتجربة الثورة الجزائرية للاستفادة منها. أكد مهري الذي نزل، أمس، ضيفا على برنامج ''في الواجهة'' الذي تبثه القناة الأولى للإذاعة الوطنية أن المطلوب من الفلسطينيين في الوقت الحالي هو ''الاتفاق على إستراتيجية موحدة وشاملة لمواجهة الاحتلال والقصف الإسرائيلي لبلادهم''. وأشار الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي أنه على القمة العربية المتوقع تنظيمها يوم الجمعة القادم ''التقيد بإستراتيجية واضح وشاملة لمواجهة الاحتلال''، بالرغم من أنه استغرب عقد قمة بعد حدوث الاعتداء الذي لازال مستمرا في الواقع، موضحا في هذا الصدد إلى أنه استمع لتصريح صدر عن رئيس عربي مؤخرا متجنبا ذكره بالاسم، ويتعلق الأمر بالرئيس المصري حسني مبارك يقول فيه ''إن القمة ستطرح مسألة ضرورة إيقاف الاعتداء والأعمال العسكرية بين الطرفين، والرجوع للتهدئة، وإيصال ما يمكن إيصاله من المعونات للشعب الفلسطيني''، حيث اعتبر مهري ''هذا الطرح عجيبا جدا ومخيفا''، لأنه على- حد قوله- يقدم على شكل حزمة متلازمة والدخول في هذا المنطق حسب مهري هو''بمثابة استسلام''، من وجهة نظر أن''الحصار عمل عادي وندرس فقط كيفية التعامل معه''، وشدد مهري قائلا في هذا الصدد''حصار غزة والسكوت عليه جريمة، ولا يستند إلى شرعية دولية ولا إنسانية، ولا دينية''، مشيرا هنا إلى مصير معاهدة جنيف التي تقضي بحماية السكان المدنيين أثناء الحروب، وصادقت عليها الجزائر في وقت داست الآلة الحربية الإسرائيلية على هذه الاتفاقية، ليشير بأنه على الجزائر ''أن ترفض هذا الطرح''. ووضع الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين في نفس الكفة مع الاحتلال الفرنسي للجزائر، داعيا الفلسطينيين إلى دراسة التجربة الجزائرية مع الاحتلال الفرنسي وكيفية إخراج المستعمر، مؤكدا أنه ''رغم بعض الأخطاء التي عرفتها الثورة الجزائرية إلا أنها تبقى محل درس عميق يجب أن للفلسطينيين أخذه بعين الاعتبار والتعمق في التجربة وفهمها للاستفادة منها''. في شق آخر شدد مهري على أن المطلوب من كل الدول العربية رفض هذا الحصار بكل تفاصيله والعمل على رفعه لأن ذلك حسبه ''ممارسة جديدة لا تنسجم إلا مع غوانتانامو''. وأشار مهري إلى أن هذه الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني من طرف الآلة الحربية الإسرائيلية لها هدفان، هدف بعيد يكمن في تكييف المنطقة وفق الإرادة الأمريكية والإسرائيلية.