وأخيرا عرض الفيلم المثير للجدل » خارجون عن القانون« لرشيد بوشارب صبيحة أمس بقاعة الموقار بالتزامن مع عرضه الشرفي العام بمهرجان كان ال63، حيث لم شمل الأسرة الإعلامية لاكتشاف الخلطة السينمائية التي أعدها بوشارب على مدار الساعتين من الزمن السينمائي لسرد أحداث قد تكون حقيقية أكثر بتوابل من الخيال. حملتنا كاميرا رشيد بوشارب إلى فترة من تاريخ الجزائر المستعمرة. بداء بأحداث 8 ماي 45 أين فقدت عائلة سوني الوالد الذي جسد دوره الممثل المخضرم أحمد بن عيسى في مجازرسطيف ، تاركا ورائه الوالدة « شافية بوذراع« وأبنائها الثلاث مسعود، عبد القادر سعيد، هؤلاء الذين فرقهم القدر وبطش الاستعمار الفرنسي ليجند الابن الأكبر مسعود في صفوف الجيش الفرنسي في حرب الفيتنام، والثاني عبد القادر سجن بفرنسا ، ليبقى الثالث سعيد الذي يجسد دوره الممثل المغربي حمال دبوز مع أمه التي المريضة بوجع فرقة أبنائها . ليأتي اليوم التي تقرر فيه هذه الأخيرة الالتحاق بابنها المسجون في فرنسا وتستقر العائلة في أحد الأحياء القصديرية»غيتو« أين يضطر ابنها الأصغر للعمل مع جماعة تعمل في أقدم مهنة في التاريخ» الدعارة« ما أثار اشمئزاز والدته المحترمة التي كانت تبكي فراق أبنائها وتحمل في قلبها معاناة الجزائر. ومع مرور الأيام عاد الأبناء إلى ديارهم وبداخلهم حقد كبير على بطش الاستعمار الفرنسي، وعمل الأخوة مسعود وعبد القادر على زرع بدور جبهة التحرير الوطني في فرنسا، وانطلقوا في العمل السري للم شمل الجزائريين لينظموا إلى صفوف الافلان، وكانت الانطلاقة من مصنع »رونو« الذي كان يتضمن أكبر فئة من العمال الجزائريين و المغاربة، فكانت المهمة جد صعبة في الأول، لكن قوة صمود مسعود القناص، وعبد القادر السياسي الحكيم وتمويل الأخ الأصغر سعيد الذي تولى إدارة أحدى الحنات بباريس وتنظيمه لمباريات في الملاكمة اشتعل فتيل الثورة الجزائرية في عقر دار الاستعمار من خلال سلسلة الاغتيالات التي طالت شخصيات فرنسية مهمة وقفت في وجه الأخوة الثوار ليكون مصير مسعود وعبد القادر الاشتهاد في يوم دون في سجل التاريخ الجزائري بأحرف من ذهب 17 أكتوبر 1961... الفيلم رغم انه تناول موضوعا جديا يستعرض مختلف المحطات التي طبعت تاريخ الثورة الجزائرية على المستوى الخارجي وبالضبط في فرنسا إلا انه يحمل مواقف طريفة وحميمية ترتبط بشخصية أي إنسان عادي يعيش الضغط النفسي في زمن الاستعمار والحلم بغد مشرق و العيش في حرية. لقد وفق رشيد بوشارب في اختيار طاقم فيلمه الذي أدى دور البطولة فيه كل من الممثلة القديرة شافية بوذراع، في دور الأم ، أحمد بن عيسى في دور الأب و جمال دبوز، رشدي زام وسامي بوعجيلة في أدوار الأبناء. رغم أن لغة الحوار كانت مغاربية في فيلم جزائري فرنسي إلا أن تقنيات التصوير والإخراج كانت في مستوى عالي من الاحترافية ما يجعلنا نتكهن في أن يحظى الفيلم بجائزة في مهرجان كان ال63 خاصة وأن المخرج رشيد بوشارب، سبق وأن فاز هو وفريقه سنة 2006 بأحسن دور جماعي، عن فيلمه »'أنديجان« أو »الأهالي«. ميزانية الفيلم التي قدمها المركز الوطني السينمتوغرافي الفرنسي إضافة إلى الجزائر والمنتج التونسي طارق بن عمّار سمحت للمخرج أن يقدم مادة سينمائية وفقا للمعايير العالمية. فهل سيتوقف جدل«خارجون عن القانون« بعد عرضه في» كان «وفي الجزائر ؟