يلتقي نهار اليوم وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد بمديري التربية الخمسين في ندوة وطنية، بمقر الوزارة، من أجل الإقرار الرسمي والنهائي للعتبة التي تتوقف عندها الدروس الخاصة بتلاميذ أقسام البكالوريا، وهذه الندوة الوطنية هي خاتمة ندوات جهوية، وجهود كبيرة بُذلت على مستوى مؤسسات ومديريات التربية، عبر الولايات، وستكون فرصة سانحة للوزير بأن يسدي لمديري التربية، وعمال القطاع عموما بالتوجيهات والتعليمات المطلوبة لضمان السير الطبيعي لهذا الامتحان المصيري. مثلما كان مقررا منذ عدة أشهر، يجتمع نهار اليوم وزير التربية الوطنية، أبو بكر بن بوزيد، في مقر وزارته بمديري التربية الخمسين، القادمين من 48 ولاية، عبر الوطن، في ندوة وطنية مغلقة، لا تحضرها الصحافة، وسوف يتدارس معهم ما تمّ القيام به من أعمال على مستوى المؤسسات التربوية، واللجان الجهوية، واللجنة الوطنية، الخاصة بسير المقررات والبرامج الدراسية في أقسام البكالوريا. ونشير إلى أن هذه الندوة هي حدث إداري تربوي، تنظمه وزارة التربية الوطنية سنويا في مثل هذا الشهر، والهدف الرئيسي منه، تحديد عتبة دروس مقررات أقسام شهادة البكالوريا، أي أن وزارة التربية سوف تقوم في هذه الندوة بتحديد، من أين تبدأ الدروس التي يُمتحن فيها تلاميذ أقسام البكالوريا، وأين تنتهي، في جميع المواد المقررة في هذا الامتحان المصيري، الفاصل بين مرحلتين كبيرتين، في حياة طلاب التكوين والعلم. ونذكر أن أعمالا تحضيرية كبيرة تمّت في المدة الأخيرة على مستوى المؤسسات، ومديريات التربية، بخصوص هذه الدروس، وأُحيلت الخلاصات المحصل عليها إلى الندوات الجهوية، وهذه الندوات الجهوية بدورها ستُحيلها في شكل تقارير على الندوة الوطنية. ومن خلال المعطيات الأولية، الصادرة عن الندوات الجهوية، فإن جميع المؤسسات التربوية باستثناء عدد قليل منها قد أنهى الدروس الاستدراكية، الخاصة بأيام الإضراب الأول والثاني، ومهما كانت الدروس المتخلفة التي لم تُلقّن بعدُ لقليل من التلاميذ، فإن وزارة التربية الوطنية، والوزير بن بوزيد نفسه شخصيا، أعلن في أكثر من مناسبة حرصه على المصلحة العليا لكل التلاميذ، وقال وأكد ذلك في أن الأسئلة التي ستُوجّه للتلاميذ في امتحانات البكالوريا، لن تكون سوى من المقررات الدراسية التي تلقّاها التلاميذ. وحسب التحضيرات الجارية على مستوى مديريات التربية، وما يُرتقب أن تبصم عليه رسميا وزارة التربية في هذه الندوة، فإن كل التحضيرات الخاصة بامتحانات البكالوريا جاهزة، وينتظر أن تجري في ظروف طبيعية جدا، وعنصر الاستقرار والقوة في امتحانات هذه السنة، أن كل الأساتذة، وبما فيه القيادات النقابية، التي خلخلت القطاع في فترات ما، لم تبخل ببذل كل الجهود من أجل إنجاح هذه الامتحانات، وذلك بالطموح إلى تحصيل أعلى نسب للنجاح، باعتبار أن نتائج هذه الدورة تُعتبر أولى نتائج الإصلاح التربوي ، الذي يبلُغ مع نهاية السنة الدراسية الحالية عامه الأخير، حتّى وإن كان الإصلاح متواصلا ، وسيظل كذلك، وعمره بصراحة لا يُحدد بفترة زمنية محددة وجامدة، وهذا ما قاله الوزير نفسه ف-ي أكثر من مرة. ووفق ما هو متوقع من هذه الندوة التي أُريد لها هذه المرة، وعلى خلاف السنوات الماضية أن تكون مغلقة، في غياب الصحافة، فإن المُرجّح حسب قراءات أوّلية لبعض المتتبعين في الشأن التربوي تشير إلى أن الرجل الأول في وزارة التربية سيتحدث مع مساعديه المقربين ، ومعاونيه المحليين على مستوى الولايات نهار اليوم بلغة جديدة غير اللغة التي كان يتحدث بها معهم في الندوات الوطنية السابقة، وقد يكون لهذا السلوك، الخارج نوعا ما عن المعهود في شخص الوزير نفسه، وفي سلوك الوزارة عموما علاقة مباشرة مع النظرة التقييمية للإصلاح التربوي، التي يريد الوزير بن بوزيد أن يُضفيها على هذا الإصلاح، الذي قد يكون أنه رأى فيه ما لا يخلو من منحدرات، ونقاط ضعف، وقد يكون لوزير التربية رُبّما تقييم آخر للإصلاح المنتهي، غير التقييم الذي ستتقدم به مديريات التربية، واللجان الجهوية، واللجنة الوطنية المكلفة بمتابعة سير البرامج والمقررات الدراسية الخاصة بأقسام البكالوريا.