ملتقى التكوين السياسي لفائدة الشباب والطلبة المنضوين تحت لواء حزب جبهة التحرير الوطني، كشف عن الحاجة إلى مثل هذا اللون من الملتقيات لتكوين الأجيال الجديدة وربط حاضرها بماضيها، وفتح أعين شبابنا على المهام والمسؤوليات التي يتعين عليهم رفعها والتصدي لها، ليس فقط من باب تجسيد مقولة "خير خلف لخير سلف"، وإنما ومن باب أولى لمواجهة التحديات المستقبلية والوعي التام بثقل الأعباء في عالم معولم متغير، لا مكان فيه للضعفاء• فيما عدا ما أضحى يعرف بالجامعات الصيفية، التي يحرص منظموها على انعقادها قرب الشاطئ والمدن الشمالية لإصابة عصفورين بحجر واحد، وبعض اللقاءات الرمضانية النادرة فإن التكوين السياسي الحزبي والنضالي، بات كاليتيم في مأدبة اللئام، وكأن المناضلين يولدون كلهم في بيوتات تمارس السياسة ويرضعونها مع حليب الأم!• إن التأمل في المستوى الهابط الذي تمارس به السياسة في العديد من التنظيمات والأحزاب، يؤكد فيما يؤكد أن هؤلاء القوم حتى وإن كتب لهم وجلسوا على مقاعد الجامعة، فإن الغالبية منهم لا تعرف غير تلقي الأوامر الفوقية، وكبديل عنها التفنن في نصب الكمائن للخصوم والالتجاء إلى القبيلة والعشيرة لافتكاك منصب المسؤولية أو رتبة متقدمة في قوائم الترشح للمجالس والهيئات المنتخبة• بل أن النضال الحزبي والممارسة السياسية أضحت في المدة الأخيرة مرادفة لما أصبح يعرف "بنضال أو سياسة الشكارة"، التي لا يتردد منتهجوها في شراء ذمم المسؤولين وأصوات الناخبين، مما ينذر بأن الساحة السياسية مقبلة على مشاهدة "بفارين" خرجوا لتوهم من أسواق الماشية في بوفاريك أو الخروب والشريعة• ولعل إدراك قيادة حزب جبهة التحرير الوطني لمخاطر هذا الانحراف الذي يهدد باستخلاف الشرعية الثورية، والشرعية الشعبية في الآن معا، هو الذي حمل المؤتمر التاسع للحزب على إدراج تكوين الشباب وتوعيته بالنضال الحزبي الصحيح، والممارسة السياسية السليمة، وهو الذي عجّل بمباشرة اللقاء التكويني بعد أقل من شهرين على المؤتمر• ولئن كان المسؤول عن التكوين السياسي قد كشف عن بطارياته من اليوم الأول ببرمجته لفيلم "الشهيد مصطفى بن بولعيد"، وتعمد أن يدفع بشباب حزب جبهة التحرير الوطني إلى السباحة في حمام نوفمبر قبل العطلة الصيفية وشواطىء الجزائر، فإن بلعياط مدعو من خلال موقعه والمهمة الموكولة إليه، إلى التوغل أكثر في أوساط الشباب وإعادة القطار إلى السكة، بجعل الأجيال الشابة تعيد ربط حبالها بالسياسة وبالنضال الحزبي، وبأن هناك طرق آخرى لممارسة السياسة، ولكن ضمن مبادىء وقيم وطنية وأخلاقية، تؤمن بالشعب وبالوطن، وتكفر بالانتهازية والمصلحية••• فلا شيء يكبر على الجزائر، ولا شيء أبقى ولا أعلى من الشعب• المهمة صعبة••• قاسية••• ولكنها جديرة بالنضال، وبما بقي من الأعمار••• فاللّه يحسن عونك• التحرير