دعا رئيس الجمهورية في رسالة وجهها إلى المؤتمر التاسع لحزب جبهة التحرير الوطني المنعقدة أشغاله بالقاعة البيضوية محمد بوضياف بالعاصمة المؤتمرين ومناضلي الحزب إلى استخلاص العبر من مسيرة الحزب الطويلة والعمل من أجل بناء الوطن، وأكد أن بقاء الحزب قوة سياسية فاعلة في البلاد مقترن بالوفاء بالعهد واستشراف المستقبل. وبعث الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أمس إلى المندوبين ال3600 المشاركين في المؤتمر التاسع لحزب جبهة التحرير الوطني برسالة قرأها نيابة عنه الأمين العام للرئاسة السيد حبة العقبي، ضمنها بعض التوجيهات الخاصة بمستقبل الحزب في ظل التحديات الجديدة التي يتعين على البلاد رفعها، وفي هذا السياق أشار إلى أنه يتعين على جبهة التحرير كي تظل إحدى القوى الفاعلة في الساحة الوطنية "الوفاء بالعهد والأخذ بالأسباب الحيوية التي تمكنها من استشراف الآفاق المستقبلية باقتفاء أثر الحوار النزيه والفعال". وأضاف أن الحزب وبخاصة القيادة التي يفرزها المؤتمر يتحتم عليها اتخاذ خطوات تمهد وتكرس مبدأ فتح الباب أمام فئة الشباب، وأوضح أن التفتح على الأجيال الصاعدة وكافة مكونات المجتمع المدني المؤهل للاهتمام بانشغالات المواطن ومقتضيات حاجياته المادية، المعنوية، الروحية، الثقافية والترفيهية، مع العمل على ترقية المرأة في الريف والمدينة وتمكينها من تدرج المواقع العليا في سلم التنظيم، يعتبر تحديا يتعين رفعه. واعتبر رئيس الجمهورية المؤتمر التاسع فرصة لاستخلاص العبر من مسيرة الحزب الطويلة والعمل على تعزيز مكاسب البلاد، وعليه أوضح الرئيس أن على الآفلان أن يساهم بفاعلية في مرافقة جميع الجهود الرامية إلى تحقيق التنمية والرقي للجزائر، وحث على ضرورة بث روح التسامح بين الجميع والتصدي للآفات المدمرة التي تهدد النسق الخلقي للبلاد، وذلك بنشر القيم الأصيلة التي يزخر بها الرصيد التاريخي للحزب. وأكد الرئيس بوتفليقة في كلمته أن حزب جبهة التحرير الوطني مطالب بالوفاء بالعهد واقتفاء أثر الحوار النزيه والفعال والتفتح على الأجيال الصاعدة حتى يبقى إحدى القوى الفاعلة في الساحة الوطنية. وذكر بأن مبادئ الحزب حاليا هي نفسها "مبادئ ثورة التحرير الظافرة"، كونه لا يزال يعمل من أجل الحفاظ على الهوية الوطنية والدفاع عن الحرية والعدالة الاجتماعية والتأسي بالدين الإسلامي الحنيف في العقيدة والمعاملات. وتطرق رئيس الجمهورية الذي ربط بين جبهة التحرير الوطني أثناء ثورة التحرير وحزب جبهة التحرير بعد الاستقلال إلى الماضي التاريخي للحزب بكل مراحله، وقال إنها أي الجبهة "تحملت وزر المنازلة الكبرى في إجلاء الظلم وقشع الظلام عن الجزائر فنأت بعيدا بكلكل الاستعمار الاستيطاني إلى غير رجعة بفضل تضحيات من الإعجاز وصفها والتدليل عليها". وذكر بأن جبهة التحرير التي "جلت جحافل التدمير والإبادة عن أرضنا متمسكة في ذلك بإرادة الشعب متماهية في قيمه ومثله، هي نفسها التي تخوض اليوم يدا بيد مع أحزاب وطنية أخرى مسيرة البناء والتشييد وتفعيل المشهد الديمقراطي عبر الشراكة السياسية والتنافس الشريف في الاستحقاقات الوطنية على كافة المستويات في ظل الالتزام بروح الدستور وقوانين الجمهورية والأعراف الدولية بكل وعي ومسؤولية".